العدد (762) - اصدار (5-2022)

الوهج ورحلة الأشواق أحمد سويلم

صفر اليدين... عاد مهلهلًا... بلا كنانة ولا سيفٍ ... ولا جواد...

الأرض... المكان والمعنى في الرواية العربية السيد نجم

«الأرض» تعبير أو اسم شائع، يبدو من الوهلة الأولى خارج فكرة البحث في المعنى والدلالة. فهي في قاموس العربية: مؤنثة - اسم جنس - تجمع (أراضات وأرضون - أروض - وآراض والأراضي على غير قياس، وهي كل ما سفل، وأرض أريضة: أي زكية بينة الأراضة وهي المعجبة للعين. لتكن هي ذاك التعيين المكاني، ولأن الأسماء تكتسب دلالاتها ومعانيها بالخبرات المضافة للناطقين بها، اكتسبت الأرض الدلالات والمعاني بما يتجاوز ملامحها المادية. فاكتسبت (الأرض) بعدًا روحيًا وقيمًا عليا قد لا تتبدى في المعنى المعجمي، حتى إن التحقق الإنساني ذاته لا وجود له دون ذلك الحضور الباقي دوما للأرض. ماذا لو قلنا إنها البقعة الإقليمية التي يكبر فوقها الفرد، فتغدو بذرة في الذات الفردية والجماعية... ولا يبقى دونها إلا الفداء بالروح والدم. ولا البذل من أجلها في «الصراع» إلا لأنها في «السلم» أعطت.

صورة الموت في قصص «التربّص بوجه القمر» لجمعة الفاخري عبدالله المتقي

يحتل القاص جمعة الفاخري موقعًا متميزًا في المشهد القصصي الليبي، ويعد من المبدعين الذين حققوا تفرّدًا مهمًا على مستوى القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً في آن واحد، وها هو يطل علينا بمدونة قصصية اختار لها من العناوين «التربص بوجه القمر»، والتي صدرت ضمن منشورات المؤسسة العامة الثقافية في حلة قشيبة، وعلى امتداد 108 صفحات من القطع المتوسط، وتزين غلافها لوحة تشكيلية دالة.

الرمز في الشعر الصيني لا شعر بلا ضباب صالح حسن أبوعسر

كثيرة تلك التدفقات المتتالية من النشوة الشعرية التي ستتلبسك وأنت تقرأ نصًا شعريًا لشاعرٍ صيني قديم أو معاصر، حتى مع تغير الكثير من مرتكزات الشعر الصيني مع مرور الزمن ومواكبته للتغيرات على مدى عمره الذي يتجاوز 3200 عام، إلا أن مبدأً واحدًا بقي ثابتًا حتى اللحظة، هذا المبدأ هو الإيجاز، فلا أشعار ملحمية هنا ولا قصائد مسرحية؛ فهذه الأشياء من مهام السارد لا الشاعر، فالشاعر فيلسوف يلخص رؤيته في أسطر قليلة، ورسام يظهر الصورة بأقل عدد من الضربات، لذا لا تستغرب أبدًا إذا وجدت القصائد الصينية محكومة بالإيجاز على الدوام.

درّاجات نارية أحمد الخميسي

رأيت شوقي فجأة، كان قادمًا من الاتجاه المقابل على الرصيف نفسه، بقامته الطويلة والسكينة التي تلفه. لمحته لكنه لم يرني، كان يتلفت برقبته نحو واجهات المحلات يتفرج عليها. هو شوقي. شوقي عبد الحكم من دون شك. ترددت لحظة في أن أستوقفه لأصافحه حين جاشت نفسي بالتوجس والحذر،