العدد (475) - اصدار (6-1998)

مربع الظلام محمد علي شمس الدين

جلستُ في مربّعِ الظلام وحدي

لحظة الانتقام من مس آسيا محمد المنسي قنديل

دائما كنت أكره اللغة الإنجليزية وفي هذه اللحظة أكره مس آسيا أكثر وأشعر برغبة عارمة في الانتقام منها، تتصاعد ضحكات زملائي الأوغاد داخل الفصل كأن هناك تواطؤا خفيا ضدي، أدمدم معترضا ببعض الكلمات، أصفق باب الفصل خلفي بأقوى ما أستطيع، أسير في الممر الطويل المشبع برائحة الورنيش العطن، أفكر في القفز من إحدى النوافذ المطلة على الفناء، ولكن مدرس الألعاب يقف هناك، لا مفر من السير حتى نهاية الممر، حيث توجد الغرفة المروعة وحيث يوجد الناظر متأهبا لوقع خطواتي

عن السياسة الأسبوعية جابر عصفور

يبدو أن السهولة العملية لإعادة طبع المجلات بسبب قطعها المقارب لقطع الكتاب على الأقل، بالإضافة إلى أنها لاتشمل من نوافل التفاصيل ما تنقضي الحاجة إليه بمضي وقته، جعلا الأذهان تنصرف إلى إعادة طبع المجلة القديمة بالدرجة الأولى، وتغض النظر عن إعادة طبع بعض الجرائد الأساسية التي لعبت من الأدوار ما لايقل أهمية عن المجلات، خصوصا إذا كانت هذه الجريدة أسبوعية، تقع موقعا متوسطا ما بين الكتاب والصحيفة، أو إذا كانت صدرت في فترة حاسمة عاصفة من فترات التحول فحملت ملامح الفترة

جبال عبدالعزيز موافي

إن تلك الإشكالية تمثل مأزق الشعر العربي النعاصر بأكمله، حيث لم تتخلص بعد من رصيدها التاريخي والعاطفي، كما أن الذاكرة العربية مازالت تعيد إنتاج أزماتها، من خلال التعامل مع الزمن باعتباره حركة ارتداد لا حركة امتداد. وبالتالي تستحيل الذاكرة المعاصرة إلى ذاكرة بدوية، باعتبار أن الماضي قد صار مثاليا ومطلقاً ولا يجري عليه التاريخ.ولعل ديوان "جبال" للشاعر العماني سيف الرحبي أصدق مثال يجسد تلك الإشكالية، ويعد تعبيراً حياً عن ذلك الفصام بين الذاكرة وحاضرها

الساحر شوقي فهيم

الآن أنا موظف مدني، وليس هذا أفدح ما قدمه لي حظي العاثر، ولكي أكون أمينا أقول لكم إنني لم أحذق للمعاناة. فكل إنسان، عندما يصل إلى سن معينة، يكون معدا تماما لكي يواجه جبال الضجر والمواراة لأنه اعتاد منذ طفولته على تقلبات الحياة وتحصن ضدها تدريجيا يوما بعد يوم.وهذا لم يحدث لي. لقد بعثت إلى الوجود دون أبوين، دون طفولة، ودون مراهقة.ذات يوم اكتشفت وأنا أنظر إلى المرآة في مطعم وبار مينهوتا، أن شعري قد نحل ودب الشيب إليه فجأة. ولم يفزعني هذا الاكتشاف بقدر ما أدهشني أنني وضعت يدي في جيبي فأخرجت منه صاحب المطعم. سألني وهو مرتبك كيف أمكنني أن أفعل مثل هذه الأشياء.

قراءة نقدية في كتاب.. يحدث كل ليلة ليلى العثمان

"الموت يا عزيزتي، يبدأ من الأطراف".. بهذه العبارة الباردة المفردات، الساخنة فيما وراء المعنى المتيسر للقراءة الأولى تبدأ القاصة ليلى العثمان سلسلة حوارات متصلة في شقها التعبيري وإن كانت منفصلة على مدى أكثر قصص مجموعتها القصصية الأخيرة "يحدث كل ليلة". ما الذي يحدث كل ليلة؟ وعبر كل قصة في هذه المجموعة التي تعود بها الكاتبة للقصة القصيرة بشكلها التقليدي الأثير لديها بعد ما يقرب من تسع سنوات صدر لها فيها أكثر من "كتاب" يتماس كثيراً مع هذا الشكل الأثير دون أن يتماهى معه في النهاية؟