العدد (425) - اصدار (4-1994)
ما هي صورة الشاعر كما يقدمها تراثنا العربي، سائح يترزق من شعره، أم عارف بكل شيء وقادر على كل شيء، أم أن هناك نموذجا أصليا للشاعر يجعله دائما عنصرا من عناصر الإخصاب والتجدد في الطبيعة؟ هناك أكثر من صورة للشاعر في تراثنا، صورة السائح الذي جعل من الشعر حانوتا يدور به على طالبي المديح، وهي الصورة الغالبة التي استمرت زمنا طويلا، نتيجة تعقد العلاقة بين الحاكمين والمحكومين،
كانوا ينحدرون من محطة "الأوتوبيس " في الطريق الممتلئ بقطع الأحجار الحديثة القطع وجبال الرمل والزلط، بينما انتصبت براميل القار ضخمة على جانبي الطريق، كانت الأم تتطوح بينهما، وقد حمل الولد حقيبة قماشية تضم الشُريك والبلح، أما البنت فكانت تشعر بالبرد مستسلمة لكف أمها، وتتطلع إلى الشواهد الممتدة في حضن جبل المقطم المغطى بالضباب.
الشاعر لبيد بن ربيعة بن جعفر العامري المضري، نشأيتيما بعد مقتل أبيه فتكفله أعمامه بنو أم البنين وهو في سن التاسعة، أما أمه فهي تامر بنت زنباع من بني عبس، ولما بلغ سن الرشد قصد الحيرة مع قومه العامريين، فلفت اهتمام النعمان بن المنذر فقربه، وكان بين قومه وبين قبيلة بني عبس خلافات وعداوات، وكان الربيع بن زياد العبسي من المقربين لدى النعمان، فاضطهد أعمام لبيد، فصمم لبيد على الانتقام منه،
سافري بي . . عن عالمي . . قد سئمت
الظلام داكن هنا، الليل يحتل الغرفة بكاملها، في المرآة يضيء وجهي، كما لو كان ثمة كف أبيض ملتصق به، كلا!، إنها مجرد بقعة بيضاء عادية، عادية تماما، بقعة عادية. لم أعان الكثير في الأسفل، هناك .. في الردهة الفسيحة، يرقد الأموات، لا يوجد أحد في البيت، الصمت يحل بالمكان، والسكون
تتمحور المجموعة القصصية الأولى للكاتب طالب الرفاعي حول المشكلات الجديدة التي طرأت على المجتمع الكويتي إثر التبدل النوعي الذي أحدثه النفط في مجمل العلاقات وأنماط السلوك الإنساني. وهو يحاول أن يصوغ ميول الواقع الموضوعي الحية والخفية صياغة فنية عبر استبطانه لهذه التغيرات ونتائجها على مصائر أبطاله.
كنت في السادسة أو السابعة من العمر عندما استيقظت بلدتنا العمانية "حيل العوامر" في صباح يوم بارد من أيام الشتاء على جلبة صادرة من جانب الوادي، وهكذا لم نضع وقتنا في اللعب كعادتنا في أرجاء البساتين المحيطة بدارنا المبنية من الطين، بل هرعت مع صبية آخرين متتبعين الصوت ومتقفين السواقي المائية المنسابة التي قادتنا إلى الجانب الشرقي المطل على الوادي، وهناك بدا "وادي الحيل " أكثر وداعة من ذي قبل حيث كلل الغمام سماءه الرحبة