العدد (774) - اصدار (5-2023)

الكتابة للذّكرى والنّسيان والموقف «فاجعة الزّلزال في القصيدة العربيّة» أحمد شحوري

يواجه الإنسان على هذه الأرض التَّهديد المستمرّ بمفاجآت الطَّبيعة بشكلٍ دائمٍ، فيسعى إلى الفرار من محنة السّقوط في شباك الاستسلام للهلاك عبر محاولته تطويقَ الأسباب الَّتي تُضاعف من نتائج الكارثة والفاجعة. وإذا كانت الزّلازل المدمّرة من أقسى أنواع الفاجعة الَّتي تحمل للإنسان التَّهديد الفادح بالموت والخراب، فإنّها تسلبه عنصرَي الاستقرار والدّفء الذّاتيّين على مستوى العائلة والبيت والممتلكات، وتجعل النّاجين مشروعًا مرهونًا لألم الصّدمة وشريط الذكريات. تُزلزَل الأرضُ، تتهاوى المباني، تخمد أنفاسٌ مستغيثةٌ تحت الرّدم، تُشَقّ عتمةُ الجدران عن ناجين، تُنتشَل جثثٌ... ولكن يبقى السّؤال وحدَهُ النّاجيَ الأكبرَ الّذي يتعاظم فوق أرضٍ متحرّكةٍ رجراجةٍ: هل علل الطَّبيعة وحدها تتحكَّم بإيقاع الأرض وزلزلتها بمعزلٍ عن القصديّات الغيبيَّة الإيمانيَّة والأخلاقيّة أو أنَّ تلك الزّلزلة آية غيبيَّة يُبتلى بها الإنسان عسى أن يعود إلى رشاده؟

هاجسُ الشعر شهاب غانم

ياهاجسَ الشعرِ إما أنْ تجيءَ بلا مراوغاتٍ وإلا فابتعدْ وغبِ

تقاطعات اللقاء والطريق قراءة في «رجال في الشمس» حسين حمودة

تظل رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني من العلامات المضيئة في مسيرة الرواية العربية، ومع كثرة القراءات لها لا تزال تستحق المزيد والجديد من القراءات، قبل إطلاق سؤالها أو تساؤلها الفاجع والمفجع الأخير، الذي يلوح صرخة اتهام أبدية: «لماذا لم يدقوا الخزان؟».

المرآة ودلالاتها في نقد طه حسين رشيد الخديري

تدخل دراسة: «المرايا المتجاورة، دراسة في نقد طه حسين» للدكتور جابر عصفور في خانة ما يُسَمِّيه بيير بورديو بـ«الرأسمال الاعترافي»، لذا فإن الحرص على وضع نقد طه حسين ضمن دائرة الضوء، ليس بالأمر اليسير على الإطلاق، وإنَّما هو واقع في صلب النقاشات حول الممارسة النقدية الجادّة والرصينة المثرية للتساؤل والنقاش.

حيرة نجيب محفوظ في قصصه المجهولة أحمد فضل شبلول

ذهب عدد من الأدباء والنقاد إلى أن روايات نجيب محفوظ أهم كثيرًا من قصصه القصيرة، وصنّفوا يوسف إدريس على أنه كاتب القصة المُجيد، ونجيب محفوظ كاتب الرواية المُجيد. وقد أدرك نجيب محفوظ هذا الأمر وقال إن يوسف إدريس سيظل عند الناس كاتب قصة قصيرة، مهما كتب من روايات. ثم عقب قائلًا: «والمضحك والغريب أن قصصي القصيرة منتشرة بين القراء أكثر من انتشار كتاب القصة القصيرة الفعليين، كل مجموعة طبعت خمس مرات على الأقل، وكل طبعة بالآلاف. على أية حال إذا كان النقد قد ظلمني في هذا المجال، فقد عوَّضني القراء».

الأنا والآخر في شعر الشعراء الأغربة الجاهليِّين عبدالمجيد زراقط

تسعى هذه المقالة إلى أن تعرّف بالشعراء الأغربة الجاهليِّين، وبرؤيتهم إلى ثنائية الأنا/ الآخر، كما تتمثَّل في دواوينهم الشعرية المتوافرة لدينا، وهي مصادر هذه المقالة. الشعراء الأغربة الجاهليون هم شعراء أبناء إماء، سرى إليهم السواد من أمَّهاتهم، وسُمُّوا بهذا الاسم تشبيهًا لهم بالغراب. جاء في لسان العرب: «أغربة العرب سودانهم، شُبِّهوا بالأغربة في لونهم». وجاء في الأغاني: «... هم ثلاثة: عنترة، وأمُّه زبيبة، وخُفاف بن عمير الشريدي، وأمه ندبة، والسُّليك بن عمير السعدي، وأمه السُّلكة، وإليهنَّ ينسبون» (الأغاني، 8/ 240).