العدد (396) - اصدار (11-1991)

حوَار القُرَّاء يحيى السيد النجار

لقد أثار هذا الأمر شجونا كثيرة في نفسي مردها إلى حبي لهذه المجلة التي توقفت أعدادها عندي منذ العدد رقم 381 الذي اشتريته في اليوم الثاني من أغسطس 1995، وأنا أسمع من الراديو خبر الغزو العراقي للكويت، ومنذ ذلك الوقت حرمنا من (العربي) ثم من مجلة (الكويت)- ووجدت نفسي أقلب صفحات ذلك العدد وكان حديث الشهر بعنوان (سفر الصيف وإكرام الضيف) وكان إعلان العدد القادم من العربي عن شهر سبتمبر 1990 يشمل استطلاعين أحدهما عن مدارس الخليج العربي قبل النفط

عزيزي القارئ يحيى السيد النجار

بهذا العدد تواصل "العربي" مسيرتها العريقة المتجددة، ترعى تقاليدها الأصيلة التي أرست قواعد نجاحها في الماضي، وتستجيب لدواعي التجديد في عالم متغير حريصة في الوقت ذاته على أن تحقق طموحها من خلال نخبة متميزة من الكتاب العرب لتهدي إنجازها لكل القراء العرب في كل مكان. وفي هذا العدد سوف تلتقي - عزيزي القارئ - بملامح من هذا التجديد الذي نسعى إليه، فالاستطلاع العربي الذي يقدمه هذا العدد يكتبه لك روائي عربي كبير هو الدكتور عبدالسلام العجيلي عن مدينة الرقة السورية - مسقط رأسه -

رسالة إلي يحيى الجمل

* ليتك تعود إلى صفائك القديم، فلقد كنت من أشد الناس صفاء وأكثرهم مودة ورحمة وأقربهم إلى الصديق، توليه من حبك ورعايتك حتى يحس أنه بغير حاجة إلى مزيد. ليتك تعود إلى تلك النفس المشرقة أبدا العامرة أبدا بالحب المليئة دائما بالرضا التي تفيض على كل من حولها برا وسماحة. ليتك تعود إلى ذلك كله فليس في الدنيا كلها ماهو أصفى ولا أحب ولا أعمق ولا أبقى قيمة من ذلك كله. هل تذكر تلك الأيام الخالية عندما كان وردك صافيا ورفدك ميمونا، لا يقترب أحد من الإخوان إلا وجد عندك الأنس والحب والصدر الحنون؟.

أرقام محمود المراغي

"فخ الديوان" أصبح تعبيرا شائعا، فما أن تستدين دولة نامية حتى تكتشف أن معدلات النمو بعد الاقتراض لا تتحسن كثيرا، ولا تغطي الزيادة في الدخل المترتبة على القرض فوائد هذا القرض.. و.. بقية القصة معروفة: تعود الدولة للاستدانة لتسدد الديون القديمة، حتى تعجز عن السداد، وعن الاستدانة.هذا الفخ عبر عنه تقرير صادر من الأمم المتحدة عام 1991، ويقول إن ديون العالم الثالث عام 1990 قد بلغت (1.2) تريليون دولار - أي 1200 مليار من الدولارات - وتنبأ التقرير أن تظل أعباء الديون ثقيلة ومرهقة بالنسبة للدول عالية المديونية، ولمدة عشر سنوات قادمة.

واحة العربي محمد مستجاب

لجلد هو الكساء الحيوي الخارجي للجسد، وموطن نقل الإحساس من الخارج إلى الداخل، وعليه مسئولية جمالية وأخلاقية تنظم الكثير من علاقات التفاهم والتواجد والتواصل والرفض والاستحسان. وذو الجلد البارد لا يختلف كثيرا عن ذوي الدم البارد وذوي الإيقاع البطيء وذوي الفهم المتعثر والذين تضمهم صفة إنسانية واحدة: البلادة، والجلد الحي موصل جيد للمشاعر، فإذا عولج بالجير الحي وثمار القرظ يصبح الجلد قابلا لنقل الماء وحفظ اللبن.

جمال العربية فاروق شوشة

يخطئ من يظن أن مجامع اللغة في العالم العربي وفي غيره، تستطيع وحدها النهوض بخدمة اللغة، فلكل لغة حياة أطول وأعرض وأقوى وأرحب مما يدور في نطاق مجمع علمي أو لغوي كما يقول الدكتور إبراهيم بيومي مدكور رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة الذي يحدد حياة كل لغة في أمرين مهمين: ماض له احترامه وقداسته، وحاضر له حاجاته ومتطلباته. إذا وقفت اللغة عند الماضي وحده كتب عليها الجمود والركود والتخلف، وإذا شغلت بالحاضر فقط فقدت أخص خصائصها من اطراد واستقرار

إلى أن نلتقي محمود المراغي

ولا أقصد بالعنوان أعلاه تيارا سياسيا أطلقنا عليه هذا الوصف، فذلك التيار من وجهة نظره- امتداد للسلف الصالح، وبالتالي فإن كلمة سلفيين يمكن أن تكون مدحا لا ذما، له وليست عليه. ما أقصده كل جوانب الحياة العربية، والتي يأتي أبطالها في السياسة والحرب والفن والأدب من الماضي، البعيد أو القريب. نعم، نحن سلفيون، نعرف في علوم اللغة: الماضي، والمضارع، والمستقبل. لكن الماضي- في حياتنا- بكاء على الأطلال وليس استيعابا للدروس، إنه زاد نصل به إلى نقطة التوازن النفسي