العدد (623) - اصدار (10-2010)
هو أبو الفضل زهير بن محمد بن علي المهلبي، المعروف ببهاء الدين. ينتهي بنسبه إلى المهلب بن أبي صفرة. وُلد بمكة أو بوادي نخلة، وهو بالقرب من مكة، في خامس ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، ولما شب توجه إلى مصر واتصل بالسلطان الملك الصالح، نجم الدين أبي الفتح أيوب ابن الملك الكامل. ثم توجه في خدمته إلى البلاد الشرقية، وأقام بها إلى أن ملك الملك الصالح مدينة دمشق، فانتقل شاعرنا إليها وأقام يخدم الملك ويمدحه
عندما التقيت بالشاعر الداغستاني الكبير رسول حمزاتوف في الكويت مطلع التسعينيات من القرن الماضي، أخبرني أنه في طريقه لأداء مناسك العمرة في السعودية، ولم أستغرب ذلك، فالزمن كان زمن التغيير في روسيا، وما كان يسمى بـ«الاتحاد السوفييتي»، كان يتداعى أو هو قد تداعى بالفعل. لذلك كان من حق هذا الشاعر ذي الجذور الإسلامية والمنتمي إلى بلد من بلدان القوقاز، أن يبحث عن خلاصه، أو عن ذاته، وهو يشاهد سفينة الشيوعية في ساعاتها الأخيرة قبل أن يبتلعها اليمّ
«إذا كان إحساس الكاتب بالمكان قوياً، فلن يبخل عليه بتفاصيله الحميمة. للمكان تاريخ كما للمدن روح، روح يربطنا بها الوفاء لا العشق الأعمى». هذا ما كتبته يوماً عن دمشق في شهادة لي بمعرض الإشارة إلى بعض أهم العناصر المكوّنة في رواياتي، وإذا كانت شهادتي لم تخل من عاطفية ونظر مثالي، فلأن للحنين والهوى نصيباً كبيراً في علاقتنا بالمدن، وهو ما يصنع الهالة التي تحيط بالمكان الذي ألفناه حتى لم يعد يسترعي أنظارنا، لكن عندما نتأمل ما نحمله منه في داخلنا، نجده جزءاً لا يتجزأ من عوالمنا الجوانية