العدد (734) - اصدار (1-2020)

ذكريات أخرى عن الكويت د. جابر عصفور

أعدّ نفسي واحدًا من الذين يحبّون الكويت، فقد عشتُ فيها عددًا من أجمل سنوات عمري حين كنتُ في مرحلة الشباب التي لا يملك المرء سوى استرجاع ذكرياته وأحداثه عبر سنواتها في حُنوّ وامتنان، ورغم أن الزمان قد طال على إقامتي في الكويت ومغادرتي لها - وقد عشتُ فيها بين عامي 1983 و1988 - فإني لا أزال، رغم مرور كل هذه السنوات على فراقي لها، أتذكر سنوات إقامتي فيها بالعرفان والتقدير. وأهم من ذلك أنني لا أزال أتذكر ما قدَّمه لي أصدقائي الذين كانوا في الكويت ورحلوا عنها مثلي، بل قبلهم أساتذتي الذين عرفتهم فيها، والذين رحلوا عن حياتنا الدنيا، وعلى رأسهم الراحلون محمد عبدالهادي أبو ريدة، وعبدالرحمن بدوي، وفؤاد زكريا في قسم الفلسفة الذين كانوا مثلي من الأساتذة في الجامعة.

الْغِوَايَة د. محمد محمد عيسى

لَا‭ ‬شَيْءَ‭ ‬يَصْرِفُهَا‭ ‬قَسْرًا‭ ‬مِنَ‭ ‬الْخَلَدِ رِيحٌ‭ ‬تَشُقُّ‭ ‬عِظَامَ‭ ‬الصَّدْرِ‭ ‬عَنْ‭ ‬عَمَدِ قَدْ‭ ‬أَعْلَنَتْ‭ ‬مُنْذُ‭ ‬اخْتَالَتْ‭ ‬بِمَوْقِعِهَا أَلَّا‭ ‬سَبِيلَ‭ ‬إِلَى‭ ‬إِخْرَاجِهَا‭ ‬بِيَدِ

خطَرات في العشق مع العقاد وجبران حسن جعفر نورالدين

تاريخ العلاقة بين الرجل والمرأة قديم، ولعله ابتدأ مطلع البشرية مع آدم وحواء، وما عمارة الشعوب وتكاثرها إلا دليل على هذه العلاقة بينهما، وحديثنا عن غراميات عباس محمود العقاد طريق إلى معرفة علاقته بميّ زيادة، التي حظيت، كما سنرى فيما بعد، بحبّه وتقديره، وقد نقلت الحضارات البشرية خلال عقود بعيدة ألوانًا مختلفة من الحب الذي جمع بين حبيبين، وأظهر قوة العلاقة بينهما، وصورًا من الغزل الذي جاء منحوتًا أو محفوظًا على أوراق البردي أو على كتاب، وفي ملاحم الأمم كـ «الشهنامة» الفارسية و«المهابهارتا» الهندية و«الإلياذة» الرومانية، وغيرها من كتب الملاحم وصف للمرأة، حيث جُعلت غاية الرجل وأمنياته وهواه.

خالد حسيني العدّاء والشموس الساطعة! منير عتيبة

من يقرأ الرواية الأولى للكاتب الأمريكي من أصل أفغاني خالد حسيني «عدّاء الطائرة الورقية» سيشعر بمتعة كبيرة يتشارك فيها مع 140 مليون قارئ حول العالم قرأوا هذه الرواية مترجمة إلى لغات مختلفة، وهي الرواية التي قالت عنها إيزابيل الليندي «كل المواضيع المهمة في الحياة هي تركيبة هذه الرواية الاستثنائية: الحب، الشرف، الذنب، الخوف، التوبة... هذه الرواية من القوة إلى حد أنه لوقت طويل سيبدو كل ما قرأته سطحيًا). ومَن يقرأ الرواية الثانية للكاتب «ألف شمس ساطعة»، سيعرف أنه ازداد تمكّنًا من فنه، وقدرة على العطاء الإبداعي، ولم يخذل قارئه الذي ظن أنه لا ارتقاء فوق ما وصل إليه الكاتب في الرواية الأولى (فقط في حال التساؤل إن كانت ألف شمس مشرقة بجودة عداء الطائرة الورقية، ها هو الجواب: لا... إنها أفضل) وفقًا لـ «الواشنطن بوست».

أدبُ الهجرة والاندماج في خلفيات الرواية الفرنسية الجديدة وأبعاد تطوّرها خديجة حلفاوي

يُجمع عديد من النقاد والمتتبعين للشأن الثقافي والأدبي الفرنسي خلال السنوات الأخيرة على وجود تحوّل متعدد الأبعاد والخلفيات في مسار تطوّر الرواية الفرنسية الجديدة، سواء تعلّق الأمر بالمحددات السردية، الحكائية واللغوية، أو بطبيعة المواضيع والقضايا التي أضحت تطغى على هذا الجنس الإبداعي في سياق مجتمع فرنسي متحوّل ومتغير بفعل البروز القوي لمشاكل المهاجرين، وتزايُد حدّة التطرف ومعاداة العرب. يتعلّق الأمر بـ «ثورة» أدبية يقودها الجيل الثالث من المهاجرين العرب (المشارقة والمغاربة) المزدادين بفرنسا، أو ممن اختاروا فرنسا والفرنسة مستقرًا لهم، سيكون منطلقها الأساس مع تتويج الروائية المغربية ليلى سليماني بغونكور سنة 2016 وهيمنة أدب الهجرة والاندماج على الدخول الأدبي الفرنسي خلال السنتين الماضيتين.

القصة القصيرة أسئلة حارقة محمد عطية محمود

«يوجد ضمن الخصائص الغالبة للقصة القصيرة شيء لا نجده كثيرًا في الرواية. إنه الوعي الحاد باستيحاش الإنسان». (فرانك أوكونور «الصوت المنفرد»)

الهَنْدَسَة العَاطفيَّة في اللُغَةِ العَرَبيَّة هاني حجاج

حَبْكة النص بغزل نسيج الكلام، هي أن تَلْتَقِط طَرف الجمل، بحيث تردد كَلمة من الجُمْلة الأولى في الجملة الثانية، وكلمة من الثالثة في الرابعة؛ فتكون كل جملتين في قسم منغوم، والجملتان الأخيرتان غير الجملتين الأوليين في الصورة، لتبنى كل تالية من الجمل على لفظ من السابقة، ويتم المعنى بالترديد كقوالب من الطوب المتناسق في جدار متين غاية في الجودة وتقرير القصد، ومثال عليه قول رسول الله محمد [ «من خَاف أدْلج، ومن أدْلج بَلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة»، وقول الأحنف في «لباب الآداب»: «من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قَلَّ حياؤه، وَمَن قَلَّ حَياؤه قَلَّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه» وقول يزيد بن أبان في «البيان والتبيين»: «ليتنا لم نُخْلق، وليتنا إذ خُلِقنا لم نعْص، وليتنا إذ عصينا لم نمت، وليتنا إذ متنا لم نبعث، وليتنا إذ بعثنا لم نحاسَب، وليتنا إذ حوسبنا لم نعذّب، وليتنا إذ عذّبنا لم نخلد».