العدد (743) - اصدار (10-2020)

الفيلم النرويجي Mortal ومشاعر الكون الرهيفة عبدالهادي شعلان

هل تستطيع أن تتداخل وتندمج في الكون؟! تصبح ذرة من ذرّاته، تدخل في عمق الماء بروحك فيطير على يديك كبلّورات متماسكة؟! هل تستطيع أن تَشْتَعِل من الداخل، فيشتعل كل من يلمسك؟! أن تحرك الأشياء وأنت مكانك حتى تجعل الزجاج يلين، تصير ذرّة داخل العالم، وتتصل به من داخله، أو يتصل العالم بك ويدخل في عمقك؟ يمكنك أن تحرق وأن تحترق، لأنك ذرة في الكون، تتفاعل مع الكون ويتفاعل معك، فما إن تتمنَّى المطر حتى ينزل منهمرًا، وما إن تفكر في الرعد حتى تسمع صوته، وإذا تمنيتَ الهواء رفّ عليك نسيمه، وتستدعي البرق فيأتيك، فتتحكَّم به بين يديك.

بيلي وايلدر... الإنسان والقناع محمد الفقي

تتمحور أفلام المخرج الكبير بيلي وايلدر حول أخلاق المكر؛ الخداع، والاحتيال، والكذب. فالإنسان عنده هو كائن محتال ومخادع، والقناع موجود في أفلامه على الدوام؛ فالتنكر هو الوسيلة التي يمارس من خلالها الإنسان احتياله وكذبه.

اللعبة المسرحيّة عند عصام محفوظ من خلال مسرحية الزنزلخت د. جيمي جان عازر

جاءَ في كتابِ رفعت طربيه «رُفِعَت السّتارة»: «ازرع على المسرحِ خشبةً واجعلِ الجمهورَ يصفّقُ لها». فالكلّ يتحلّقون حول شخصيّة عابقة بالحدث المسرحي الحقيقي: إنه عصام محفوظ، وهو الذي آمن أن اللعبة المسرحية جزء لا يتجزأ من عملية الإيصال. هو شاعر، ومؤسس للكتابة المسرحية، وناقد، ومترجم، وصحفي. اعتقد أن المسرح هو الأكثر حساسية لتبدل الظروف الاجتماعية والسياسية، لكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد النكسة، حين اندفع في تسييس مسرحه. من مواليد الجنوب (ابن مرجعيون) عام 1939، وحصّل في معهد الدراسات العليا في باريس دبلومًا في الدراسات المعمّقة.

الساتورا أصل المسرح الكوميدي د.هاني حجاج

الساتورا هي أشعار ساخرة ظهرت في عهد الرومان تنتقد الناس والأوضاع بحسّ فكاهي حريف كالكاريكاتير وكالاستهزاء. وقد كان اسمها Satura يشير إلى معنى جاد هو القانون المتعدد المواد، وإلى اشتقاق شعبي لتشكيلة من مواد مختلطة محشوة في نقانق شهية تباع بسعر رخيص في الأسواق. وقد وضع أهل الأدب للاسم نظرياته الخاصة فقالوا إنه جاء من الساتيروي الذي كان يحكي القصص الهزلية الفاضحة يستهزئ بها من المسرحيات اليونانية الساتيرية الصاخبة بمزاح زائد عن الحد يصل إلى درجة الفسق.

عالية الفارسي في رواقها«العالي» لوحات الحنين إلى مختلف مستعاد بدفء الروح واللون محمد بن سيف الرحبي

على الطريق السريع الرابط بين مسقط وبقية المحافظات العمانية، تلوح المنطقة الصناعية الأكبر في هذه العاصمة التي تبدو هادئة وناعمة، كأنما لا تريد أن تكون سوى لوحة، منطقة الرسيل بمصانعها وحركتها خلف ما تبقّى من جبال خدش فطرتها الشارع الجديد، لكنه وضعها في تدرّجات تضيف إلى لوحة مسقط عمقًا أكبر.