العدد (733) - اصدار (12-2019)

قُطُبْ مِينَار د. شفيع أحمد هاشم

منارة قطب تحفة معمارية أنيقة، ومئذنة عملاقة أضيفت إلى رحاب جامع قوة الإسلام لاحقًا كرمز لانتصار الإسلام في الهند. وهي آية في الهندسة والبناء، وعلامة بارزة لتراث الهند الثقافي الإسلامي المجيد، ونموذج رائع للطراز المعماري الأنيق القديم، تنطق بعظمة الملوك المسلمين وهيبتهم. كما أنها تعتبر من أبدع المواقع الأثرية القديمة في مدينة دلهي حتى اليوم بما حواه من بدائع الصنع والزخارف الجميلة.

مُكَوِّنَات أساسية للعمارة الإسلامية المُقَرْنَصَات لآلِئ تُبرز جمالية الفن المعماري للمساجد محمد العساوي

تشكّل العمارة أحد أهم المصادر المادية الدالة على التطور الحضاري للشعوب، كما تسمح باستخلاص القيم التي قامت عليها الحضارة، على أن العمارة المتفوقة لا تعني أبدا الضخامة في البناء، بل تتعداها إلى التعبير عن روح الإنسان وقيمه، وإذا جاز أن نبسط المفهوم، فيمكن القول بأن العمارة الإسلامية تعني مختلف الخصائص العمرانية التي اختص بها المسلمون في بنائهم، وهي كل بناء أسسه المسلمون بالمجال الذي وُجدوا فيه، سواء بِحُكمه كما حدث في القرنين الأول والثاني للهجرة بشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر واستمروا في حكمه، أو التي حكموها لفترة معينة وخرجوا منها، كما في الأندلس وصقلية، أو التي دارت في دائرة الثقافة الإسلامية، مثل: ماليزيا وبعض مناطق الصين، أو التي لم تشكل في تاريخها جزءًا من دار الإسلام، ولكن المسلمين عاشوا واستقروا بها كأقليات، كما يحصل حاليًا في بعض دول أوربا الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

جاك دو بولاديير... جنرال الحرب والسلام هدى طالب سراج

تحفل شوارع باريس، بشكل لافت، بمظاهر احتفائية بالبطولات العسكرية، أقلّه منذ عهد نابليون بونابرت وليومنا هذا. إذ يحمل عديد من الشوارع والساحات أسماء معارك حربية مظفرة وجنرالات مبرّزين. وحين تمرّ في الدائرة 15 في باريس، وتقف هنيهة عند تقاطع الجنرال جاك باري دي بولارديير، قد يتبادر في الذهن أنه كُرّم لكونه واحدًا من القادة العسكريين المميزين، وهو بالطبع كذلك، فهو واحد من القادة الألمع في جيله، وأصغر جنرال تقلّد هذه الرتبة في تاريخ الجيش الفرنسي عن عمر يبلغ 49 عامًا. لكن القفز إلى الاستنتاجات السريعة، على الأغلب، لا يفي الموضوع حقه، وخصوصًا متى استعرضنا سيرة الجنرال «المشاكس»، لا بل الرافض، بولارديير.

فكري أباظة... الضّاحك الباكي محمد الجوادي

كان فكري باشا أباظة علَمًا بارزًا في تاريخ مصر الحديث، وقد برزت مواهبه وتعدّدت إسهاماته في مصفوفة من الخطوط المتوازية والمتكاملة التي أثّرت في تطور مصر السياسي، والصحفي، والإذاعي، والبرلماني، والتشريعي، والنقابي في الحقبة الليبرالية 1919 - 1952. وقد واكب شبابه بدء هذه الحقبة، وسارت حياته معها في تضافر عجيب، وكان، إضافة إلى أدائه الساطع، صاحب مواهب فنية وثقافية ورياضية، كما كان صاحب حضور متّصل ومتوهج جعله حتى في نظر السائح الذي يمرّ بالقاهرة معلمًا شاخصًا من معالم العاصمة الحافلة بالنشاط في أثناء الحرب العالمية الثانية وفيما قبلها وبعدها.

جمال كامل دنيا من الإبداع بين الفنّ والصحافة صلاح بيصار

كانت مؤسسة روزاليوسف من بدايتها مهيأة لأن تقود الريادة في الفن الصحفي بما يشتمل على الإخراج الفني والرسوم التعبيرية (الإليستريشن) وفن الكاريكاتير وحتى فن البورتريه الصحفي «الصورة الشخصية»، ليس هذا فقط، بل وامتدّ دورها إلى الإبداع التشكيلي. وكان وراء كل هذا سيدة نابهة من الشرق العربي، هي السيدة روزاليوسف، التي كانت تحمل درجة عالية من السطوع في الفكر والفن، مع نجوميتها في فن التمثيل، لذا ليس غريبًا أن يصدر العدد الأول من المجلة التي حملت اسمها في الاثنين من 26 أكتوبر 1925، متصدرًا لوحة لمصور عصر النهضة الفنان الإيطالي تيتيان.