العدد (720) - اصدار (11-2018)

الأنثروبولوجيا ومناهضة الاستعمار أنثروبولوجيا جاك بيرك أنموذجًا عبدالصمد زهور

ولد جاك بيرك في الجزائر سنة 1910، أي قبيل فرض الحماية على المغرب. عمل في الإدارة الاستعمارية وتقلد منصب مراقب مدني بمدينة فاس المغربية، وتمكن بذلك من تحصيل معرفة مباشرة بالعالم العربي، وهو ما عبر عنه قائلا «لقد كانت فترة مهمة من حياتي، إذ بفضل هذا الاحتكاك الأول بمدينة إسلامية شرعت في تعميق معرفتي باللغة العربية، وبالتشريع الإسلامي، عن طريق أساتذة من الداخل»، حتى ذهب إلى القول إنه لم يعد «يستطيع أن يفصل في ذاته بين ماضيه اللاتيني وماضيه الذي يرجع إلى المغرب الكبير» على حد تعبير الأستاذ محمد وقيدي في كتابه «العلوم الإنسانية والأيديولوجيا».

مشاهدات رلكه وانطباعاته عن الإسلام محمود عبده حسن

يعد الكتّاب الألمان الأكثر إنصافا للعطاء الإسلامي والحضارة الإسلامية، وربما يرجع سبب ذلك إلى أن الألمان لم يحتكوا احتكاكا عسكريا واستعماريا بالعالم الإسلامي، الأمر الذي جعلهم يبحثون في التاريخ الإسلامي دون نوايا استعمارية أو أهداف تنصرية، فتأثر بعضهم بشخصية الرسول الكريم ﷺ. وكتبوا عن سيرته العطرة بما في هذه السيرة من قيم التسامح، العدل، الخير، حب الآخرين، البطولة، الرحمة، وغيرها من الصفات التي وصف بها النبي، كما جاءت في سيرته واطلع عليها الأدباء الألمان.