العدد (668) - اصدار (7-2014)
أدى الغزو النابوليوني لمصر في نهاية القرن الثامن عشر، والتطور الاقتصادي والرأسمالي والعلمي والتكنولوجي والفكري لأوربا ونشاطها الاستعماري إلى تكثيف الدراسات عن حضارات الشرق وثقافاته وأديانه وثرواته الطبيعية. وقد عبّر فيكتور هيجو (1802-1885) أفضل تعبير عن هذا التحوّل المثير بقوله في مقدمة كتابه «الشرقيات» (1829) «Les Orientales» بقوله: «إن الدراسات الشرقية قد وصلت إلى حد لم تبلغه من قبل. ففي عصر لويس الرابع عشر (1643-1715) كنا هلِّينيين، الآن نحن شرقيون، حيث لم يساهم من قبل مثل هذا العدد من العقول في نبش التراث الآسيوي العظيم... إن القارة الأوربية بأكملها تميل نحو الشرق، لدينا اليوم عالم مقيم في كل لغة من لغات الشرق بدءًا من الصين حتى مصر».
تسعة أعوام مرّت لم تشرب بها «واحة العربي» مطرك يا مستجاب... لكن اسمك مازال ينبض بحفر قلمك الساخر الجميل في قلب «العربي»!
إذا وقعت على هذ المقال في يوم 21 يوليو، فأنت على موعد مع الذكرى المائة لوفاة جورجي زيدان، وهو واحد ممن تطل الحروف الغربية من صدر اسمهم، بينما في القلب عروبة قد لا يحملها العربي القديم. هكذا يبدو الناظر لظاهر بعض الأسماء من مثل، إدوارد سعيد وألفريد فرج، وجورجي زيدان، الذي تحل الذكرى المئوية لرحيله (14 ديسمبر 1861 -21 يوليو 1914).
في غضون أسبوع واحد خلال شهر فبراير 2014، فقدت ساحة الكلمة العربية فارسين لبنانيين ترجلا، كان أولهما جوزيف حرب، الذي كان انسكاب شاعريته الفذة في لغته الفصحى والمحكية اللبنانية سببا في أن يسرع الرحبانية وفيروز إلى شعره المتوهج وكلماته المحلقة لتصبح غناء وشدوا وعزاء للملايين كلما أطربهم صوت فيروز, وثانيهما هو الشاعر أنسي الحاج أحد مؤسسي مجلة شعر، الذي لم يركض قط وراء جائزة أو لقب مخلصا للشعر وملهماً لأجيال من شعراء العرب.
كان العرب يعتمدون في عصر ما قبل الإسلام على العملات البيزنطية والفارسية في تعاملاتهم، وبامتزاج قد يبدو للبعض غريبًا، حيث كانت الدراهم الفضية فارسية، أما العملات النحاسية فكانت رومية.