العدد (482) - اصدار (1-1999)

المكانية والزماني حسن طلب

السندسية أقبلتْ وقفت بباب مدائني

تجنيس كتابة الماغوط جابر عصفور

من الجدير بالذكر أن العام نفسه الذي نشرت فيه مجلة "شعر" دراسة خالدة سعيد عن الماغوط شهد نشر كتاب سوزان برنار عن "قصيدة النثر من بودلير إلى اليوم" في باريس، ذلك الكتاب الذي تلقفه، فور صدوره، المتصلون بالثقافة الفرانكفونية في جماعة "شعر" ووجدوا فيه الأساس النظري الذي يمكن أن يعتمد عليه، سواء في التميزعن أقرانهم داخل الجماعة، أو البحث لتجاربهم عن تبرير نظري يدفع بها إلى صدارة الاهتمام والقيمة، ومن ثم يحسم بعض القضايا الفنية التي لم تكن قد حسمت بعد

رسالة من نيو أورلينز أحمد محمد المعتوق

من مدينة الأحلام والجاز والمروج السوداء والشرفات الزرقاء التي ضربتها الشمس

قصص: بعض الأماكن، بعض الصور محمد المخزنجي

المرأة المجنونة المشعثة كانت رائقة تلهو بمجموعة من علب البلاستيك الصغيرة الشفافة متدرجة الحجوم، راصة هذه العلب بتقاطر على سياج خفيض لحوض زهور جلست متربعة على حافته، تجعل العلب في تعاقب أفقي مرة، ومرة في تصاعد رأسي، كأنها تصف عساكر من الوهم، أو تبني عمارة في الخيال، لكنها فجأة- كما لو كانت ترى بعيون خفية في مؤخر رأسها- التفتت وانقضت على يعسوبين ملونين كانا في حالة اتصال حميم فوق زهرة من زهور المنتور الأبيض وراءها، فكأنني أرى ميدان التحرير لأول مرة

قراءة نقدية في كتاب كوميديا علي أحمد محمود

نزع شوقي قناعه الكلاسيكي وكتب تلك الكوميديا ليهجو البخل والبخلاء فما سبب هذا التحول؟ عندما نشرت المسرحية الكوميدية الأولى، "الست هدى"، لأمير الشعراء أحمد شوقي "1868-1932" بعد وفاته، كان ذلك بمنزلة كشف جديد عن مرحلة متطورة في فن الشاعر الكبير ككاتب مسرحي. ولك يكن اتجاهه الجديد هذا أمرا مستغربا، فإن ملامح الكوميديا كانت تبدو واضحة في أماله من بداياتها متمثلة ليس في أشعاره وحسب

قصة عربية بداية النهاية شريدة المعوشرجي

لم تستطع حتى الآن أن تفسر التغيرات التي طرأت عليه ولم تجرؤ على مفاتحته في الموضوع.. القلق بدأ يضيّق عليها.. لم يعد مجرد قلق، بل ولتكن صريحة مع نفسها إنه الشك الذي بدأ يأكل قلبها. لقد بدأ الشك يساورها منذ أشهر. لم يعد شكاً لقد أصبح يقيناً.. ماذا يعني هجرانه لفراشها طوال تلك المدة؟ أين حرارته السابقة؟ أين شوقه ولهفته؟ أين كلمات الحب وهمساته التي كان يتفنن في إلقائها على مسامعها؟ أين اهتماماته بعطرها ولبسها؟ لقد تغير كثيراً.. بل إنه أصبح رجلاً آخر غير الذي كانت تعرفه وتعاشره

قصة مترجمة العناكب الملعونة زبيدة علي أشكناني

لم نكن قد رأينا العنكبوت أبدا. فلقد كانت المرحومة أمي تقول إن وجود العنكبوت في المنزل غير مستحب. فهو يجلب الفقر والتعاسة. كنا خمس شقيقات، حيث إن كل أنواع السحر الذي استعملته أمنا- أثناء حملها من أجل أن تلد صبيا وتجعل أبي يكف عن انتقاداته- لم تجد نفعا. لقد كان أبي يتذمر دائما ويؤنب أمي قائلا: "لا أريد أن أترك أمر تجارتي في يد الغرباء" . لقد كرر هذا الكلام مرارا حتى أنه في النهاية ذهب وتزوج بامرأة أخرى