العدد (465) - اصدار (8-1997)

عزيزي العربي المحرر

"الوحدة العربية" هذا الحلم الذي عاش معنا سنوات العمر ومنذ الخمسينيات والستينيات أين ذهب؟ كيف طوته الأحداث وأصبح أثرا بعد عين. أين ذهبت أحلامنا الوردية التي كانت تداعب خيالاتنا ونحن نتغنى "بلاد العرب أوطاني" أين ذهب مشروع الوحدة العربية الذي كان هدف حياة وأملا في مستقبل مشرق لأمتنا العربية؟، كم كنا نحلم به ونحن على مقاعد الدراسة في مستهل النصف الثاني من هذا القرن؟، نعم كنا نحلم بأن الوحدة ستتحقق بعد غد إن لم يكن ذلك غدا

عزيزي القارئ المحرر

إنه شهر أغسطس، ذروة القيظ في الصحراء العربية، وذروة الألم لذكرى غزو بغيض للكويت ولكنه أيضا ذروة السعي إلى البحر وابتراد النسائم، وذروة الرغبة في تجاوز الذكريات السوداء، والتطلع إلى أفق يجدده النور والحرية، وبهجة الألوان المغمورة بضوء الصيف الساطع

أرقام محمود المراغي

يبدو أن ديمقراطية الفقراء تختلف عن ديمقراطية الأغنياء.. قد يتساوى الفريقان في امتلاك أشكال دستورية وهيئات برلمانية ونظم انتخابية.. لكنهما يختلفان بعد ذلك في حقيقة ما يجري.. حقيقة المضمون الديمقراطي!. وقد كنا نتحدث دائما عن أن الفقر لا يوفر تربة صالحة تنمو فيها الديمقراطية فصوت الناخب يزداد حرية كلما زادت قدرته الاقتصادية.. وعلى العكس ـ وكما تقول بعض الأدبيات السياسية ـ

شعاع من التاريخ المحرر

تراجع مولاي الحسن عن نافذة القصر ، وضرب الأرض بقدمه وهو يصيح : " الخونة .. الخونة .. لقد قبضوا الثمن .. ولكن الشعب يعرف أعداءه .. ولن ينسى لهم هذا أبدا ". والتفت ، فإذا ولده السلطان محمد الخامس يجلس في هدوء، وقد طوى البيان الذي تلقاه من " الجنرال جلوم " المقيم الفرنسي ، دون أن يظهر على وجهه أي أثر للثورة المكبوتة بداخله..

قالوا... المحرر

الوطن هو المكان الذي تشعر فيه بالعزة والكرامة، والأوطان التي لا تقدم لمواطنيها الاحترام ليست أوطاناً.

واحة العربي محمد مستجاب

كان المخرج السينمائي سيسيل دي ميل مفتونا بالمشاهد البانورامية المتسعة التي يبدو فيها البشر يسعون كالنمل، ولاسيما خلال الحالات الدينية التي يهيمن على الناس فيها التبتل والامتثال في اتجاه واحد. ولم تكن صورة النمل الكثيف الدءوب تفارقني خلال العمل في مشروع السد العالي جنوب مصر. كانت الساحة رحبة شاسعة مفعمة بالدقائق المتحركة، وعندما كنا نوغل في الصحراء بحثا عن موقع مناسب ليصبح محجراً لاستخراج رمل ذي مواصفات خاصة كان النمل أول ما يظهر فور الاستقرار

جمال العربية فاروق شوشة

هذا شاعر قديم دار من حوله كلام كثير, وشغل زمانه, ولا يزال يشغلنا بعد خمسة عشر قرنا من الزمان. لقب بالنابغة لأنه نبغ في الشعر بعد أن كبر وتقدمت به السن, وقيل بل لأنه قال: (فقد نبغت لنا منهم شئون). أما الدكتور يوسف خليف الذي كتب عنه وعن عصره في كتاب "الروائع من الأدب العربي" فيغلب عليه الظن بأنه لقب به لنبوغه في الشعر وتفوقه فيه. بل هو في رأيه قمة شامخة من قمم مدرسة الصنعة الجاهلية التي سمي أربابها بعبيد الشعر

من شهر إلى شهر المحرر

إنك تطيع التعليمات التي تطاردك في كل مكان: على جدران العيادات والصيدليات، وأحيانا وسائل المواصلات العامة، والمترددة في المجلات الطبية والثقافية وإعلانات التلفاز، والمطبوعة على ظهر كراسة المدرسة، بأن تغسل أسنانك بالفرشاة والمعجون مرتين يومياً، وتحرص على زيارة طبيب الأسنان بانتظام، وتنتظر أن تسير أمور أسنانك على ما يرام، فتفاجئك الآلام، وتضطر إلى التمدد على ذلك الكرسي الشهير ذي المسند، مستسلما لآلات الطبيب، تخلع ضرساً، أو ـ في أحسن الأحوال ـ تحشو سنة!.

إلى أن نلتقي أنور الياسين

الزوجة: إذن فأنت تقول إن العلماء باتوا قادرين على تجميد الميت، ثم أخذ خلية منه وإعادة استناخه من خلالها؟ الزوج: هذا ما قرأته، وقرأت أيضا أن سيدة بريطانية مات كلبها المدلل، فما كان منها إلا أن احتفظت به في بانتظار الحصول على نسخة منه، عندما تصبح كلفة الاستنساخ رخيصة. الزوجة: تقصد أن الولد يستطيع مثلاً أن يجمد والده، بعد وفاته، ثم يعيد استنساخه، ويعطي النسخة لأمه في تقوم بتربيتها؟ الزوج: في الاستنساخ ليس هناك أب وأم.

طرائف عربية المحرر

دخل أبودلامة على المهدي وعنده عيسى بن موسى، والعباس بن محمد، وناس من بني هاشم، وهم من هم، فقال المهدي: يا أبا دلامة. قال: لبيك أمير المؤمنين. قال: أهج من شئت ممن ضمه هذا المجلس ولك المكافأة، فنظر إلى القوم فلم ير إلا شريفا قريبا من المهدي