العدد (437) - اصدار (4-1995)

إلى أن نلتقي أنور الياسين أنور الياسين

المعذبون في الأرض كادوا يسقطون حكومة صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا، وعلى مدى شهرين متواصلين، كنا نشاهد على شاشات التلفزيون، ونقرأ في الصحف وفي وكالات الأنباء الأجنبية عن هؤلاء المعذبين الذين شغلوا الرأي العام البريطاني، إلى حد أن رئيس الوزراء جون ميجور اضطر تحت ضغط المسيرات والتظاهرات الشعبية إلى إصدار قرار يحدد فيه حقوق الثيران في حياة لائقة وموت كريم!

طرائف عربية المحرر

عندما قابلها هشام بن المغيرة في سوق الحرير فقد رشده. كان جمالها يحاكي الشمس. سألها عن أسمها فقالت: - أنا "ضباعة بنت عامر" وزوجي "عبدالله بن جدعان". ذهبت وقد وقرت في قلبه. لبست "ضباعة" ثوب الحرير بعد أن خاطته، وعندما لامس بدنها شعرت بأنها لن تنسى صاحبه. طوف العاشق بالديار شمسا بشمس وليلا بليل، تتبعه عين الزوج وتراقبه، ذلك هو زوجها الهرم، الرميم، العقيم كذكر النخيل في البادية الجرداء

من شهر إلى شهر المحرر

في الولايات المتحدة وحدها توفي حوالي نصف مليون إنسان بالموت القلبي المفاجئ في عام واحد، وكثير من هؤلاء الضحايا لم يكن لديهم أية شكوى سابقة من أمراض بالقلب أو بالأوعية الدموية للعضلة القلبية. ومثال ذلك ما حدث في العام الماضي للاعب كرة السلة الأمريكي الشهير "ريجي لويس" إذ سقط - بسبب هذا الداء - بينما كان يهم برمية على السلة، وتوفي على الفور تاركا الأوساط الرياضية والطبية في ذهول

جمال العربية فاروق شوشة فاروق شوشة

بين 1924 و1951 عاش الشاعر المصري صالح على الشرنوبي. وحين غادر الحياة وهو في سن السابعة والعشرين كان قد أنجز في عمره القصير إبداعا شعريا متميزا، ولغة شعرية شديدة التفرد، ونغما له عذوبته الخاصة الأسرة، في وتر الشعر العربي المعاصر. في مدينة بلطيم المطلة على بحيرة "البرلس" من ناحية والبحر الأبيض المتوسط من ناحية أخرى وبحر تيرة من ناحية ثالثة- وهي إحدى مدن محافظة كفر الشيخ الآن- حيث تطل البيوت والمساكن على ربوات عالية

واحة العربي محمد مستجاب محمد مستجاب

في العشرين عاما الأولى من حياتي نجحت في صيد أبى قردان، وأبى فصادة، وفشلت فشلا ذريعا في صيد هدهد، مع أن الطيور الثلاثة يجمعها قانون مصري واحد شهير يمنع صيدها (بصفتها الملقبة بأصدقاء الفلاح لقيامها بتطهير المزروعات من الديدان)، وكنت أتلصص وراء الهدهد ممعنا فيه وهو يلتقط فتات الأرض: حجم صغير - لكنه ليس ضئيلا، جناحان جميلان واسعان مزركشان بدرجات من اللون البني الرصين الواثق مع خطوط ونقاط بيضاء على الأطراف، منقار طويل أنيق يلازمه تقوس ممزوج بكبرياء

أرقام محمود المراغي محمود المراغي

تقول الأرقام إن ظاهرة قتل الزوجات تكاد تمثل في إسرائيل ربع عدد حالات القتل الجنائي! في ذلك العام الذي نتحدث عنه- 1994- جرى قتل (84) إسرائيليا لأسباب جنائية تبتعد عن السياسة.. بينهم (19) سيدة كان الفاعل في جرائمهن هو: الزوج! وقد تبدو الإحصائية غريبة وخطيرة.. غريبة في نوعها لأن الزوج يتحول فجأة من شريك حياة.. إلى قاتل- وخصم عنيد.. وهي خطيرة لأنها تأتي في نسيج متكامل من أرقام ذات دلالة

عزيزي القارئ المحرر المحرر

ما يكاد الربيع يقبل؟ حتى تندفع إلى الخاطر أبيات شاعرنا " البحتري" الأثيرة عن الربيع. وتردد الصدور أصداء بيته الشهير: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما ومن أبواب المفارقة، أنه كثرا مـا يدخل الشعر فيخرج الواقع. ويتساءل المرء عن حقيقة استمرار الربيع طلقا، وضاحكا، وناطقا بالحسن.. وتأتي الإجابة- على الأغلب- ممزوجة بتنهيدة الأسى، إذ إن الربيع يمضي على الأرض العربية

عزيزي المحرر قاريء

سعدت بقراءة مقالكم بالعدد (433) ديسمبر 1994 والذي جاء عنوانه بسؤال ليس محيرا: هل أصبح اغتيال المثقفين هو الفريضة الغائبة؟.. فليس له إلا إجابة واحدة.. لا وألف لا لاغتيال رموز التنوير والثقافة العربية. لا للمساس بنجيب محفوظ هرم مصر الرابع الذي نفخر به كل الفخر. وقد جاء مقالكم متفقا مع مشاعر وأحاسيس كل العرب بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة باستثناء شخص واحد هو الشخص الذي فقد ضميره قبل أن يقدم على هذا الفعل الآثم