العدد (406) - اصدار (9-1992)

اغتيال فريد أبوسعدة فريد أبوسعدة

تدلت قرنفلة الشمس وازداد سمك المساء الصموت

قلب الشجرة خيري شلبي خيري شلبي

شوح ابى فى وجه أمى بذراعين معروقين كفرعى سنط عنهما كم الجلباب الواسع. ثم أمسك طوق جلبابه بيديه وهذه علامة أنه على وشك أن يشق الهدوم من فرط الحنق والغيظ- وهي حركة يفعلها دائما كلما استشيط غضبه ليقمع بها غضبه، ثم صاح بصوت دافىء حريف:- " سبحان الله في طبعك! أنت يا امرأة منقوعة في ماء النكد؟! يصعب عليك أن تفرحي ولو ساعة واحدة يا العمر؟! ".لحظتها كانت أمي متربعة على الأرض في حوش الدار، بالثوب الجديد نفسه، الذي كانت ترتديه في فرح أختي ونيسة منذ بضعة أيام، مريحة خدها على راحة يدها

توفيق الحكيم مؤلفاً للأغاني فؤاد دوارة فؤاد دوارة

في طفولته المبكرة تعرف على" الأسطى حميدة الإسكندرانية " العالمة المشهورة، وكانت تكثر من التردد على أسرته، وتنزل ضيفة عليها لفترات غير قصيرة، تسلي جدته بحكاياتها الطريفة وألحانها الجميلة وعزفها على العود. فأحبها توفيق الحكيم وحفظ كثيراً من أغانيها، وكان بعضها لمشاهير الغناء وقتذاك كمحمد عثمان وعبده الحامولي، بل لقد شرعت تدربه على العزف على العود، حتى نجح في عزف نغم متسق، لولا أن ضبطته والدته مرة محتضناً العود، فأطلقت صرخة مدوية وصاحت

إشراقة نفس عيسى درويش عيسى درويش

أشرقت نفسي بفيض من حنانك

رائحة الخطو الثقيل و النحنحات فاروق عبدالقادر فاروق عبدالقادر

كان الحديث يدور حول واقع القصة القصيرة في الإبداع العربي المعاصر حين سمعت باسمه، وجاءت أعماله مفاجأة مبهجة ومنعشة. إن مجموعتي القاص السوري إبراهيم صموئيل: " رائحة الخطو الثقيل، 1988 " و " النحنحات 1990" تعيدان للقصة القصيرة نضارتها التي كانت لها في الأعمال الأولى ليوسف إدريس وزكريا تامر وسواهما من أساتذتها الكبار.لست أعرف عن القاص ذاته الشيء الكثير، لكنني أحدس أن حياته لابد أن تكون ملتحمة- على نحو من الأنحاء- بحياة بطله

أدباء لأول وآخر مرّة محمود قاسم محمود قاسم

فجأة يظهر أديب لأول مرة. يقدم كتابا واحداً ربما فاز بإحدى الجوائز ولكن جذوه الإبداع بداخله ما تلبث أن تنطفئ. ترى ما سر هذه الظاهرة وما الذي يساعد على انتشارها؟ .ترى كيف يجد أي كاتب شاب فرصته الأولى لنشر كتابه الأول في أي مكان في العالم. لا شك أن الكاتب الشاب، أو فلنقل الكاتب الذي ينشر لأول مرة، يتوجه إلى الناشر على استحياء، حاملاً مسودة كتابه الجديد. ويتركه بين يدي الموظف المسئول. وعليه أن يعود بعد فترة قصيرة من الوقت كي يعرف النتيجة، وكأنه تلميذ يتطلع إلى ما يسفر عنه امتحان صعب!

تعديل طفيف شوقي بزيع شوقي بزيع

غامضًا كان، وحيدًا يُرهف السَّمع لأقصى عشبةٍ

ماما خرجت يوسف حلاق يوسف حلاق

فتح الصبي الصغير عينيه ورأى ذبابة تزحف على السقف، غمز عينيه وأخذ ينظر إلى أين ستزحف.كانت الذبابة تزحف باتجاه النافذة، كانت تركض دون توقف، وكان يتم لها هذا بسرعة كبيرة. قرر الصبي الصغير أنها تركض في طريقها وأخذ ينظر إن كانت ذبابة أخرى ستزحف إثرها كيما يتأكد أن هذا هو طريق فعلا، لكن لم تظهر أي ذبابة أخرى.وفي الحقيقة كان هناك ذباب، لكنه لم يكن يزحف على السقف، وفقد الصبي الصغير اهتمامه به بسرعة.

أدباء لأول وآخر مرّة محمود قاسم محمود قاسم

فجأة يظهر أديب لأول مرة. يقدم كتابا واحداً ربما فاز بإحدى الجوائز ولكن جذوه الإبداع بداخله ما تلبث أن تنطفئ. ترى ما سر هذه الظاهرة وما الذي يساعد على انتشارها؟ .ترى كيف يجد أي كاتب شاب فرصته الأولى لنشر كتابه الأول في أي مكان في العالم. لا شك أن الكاتب الشاب، أو فلنقل الكاتب الذي ينشر لأول مرة، يتوجه إلى الناشر على استحياء، حاملاً مسودة كتابه الجديد. ويتركه بين يدي الموظف المسئول. وعليه أن يعود بعد فترة قصيرة من الوقت كي يعرف النتيجة، وكأنه تلميذ يتطلع إلى ما يسفر عنه امتحان صعب!