العدد (628) - اصدار (3-2011)

وضّاح اليمن.. صريع الغواية (شاعر العدد) سعدية مفرح

هذا شاعر آخر من المختلَف عليه حيًا وميتًا. والشعراء لا يموتون، فإن ذهبت أجسادهم بقيت أبياتهم لتجدد سيَرهم وتثير المزيد من الأسئلة حولهم. شاعرنا هو عبدالرحمن بن إسماعيل الخولاني، لكنه عُرف باسم آخر هو وضّاح اليمن. اسمه المضاف نسبة إلى وسامته الطاغية، ووضاءته المشهورة. واسمه المضاف إليه نسبة إلى وطنه الأول.. اليمن، حيث وُلد فيه وترعرع وبلغ من الشهرة شعرًا ووسامة أن تعرفه العرب كثالث ثلاثة هم الأوسم من رجال ذلك العصر على الإطلاق

تجاذبات محمد زينو شومان

ربما أشتهيكِ ولكنني غير مضطلعٍ بالخرافاتِ لي أريحيّةُ راعٍ يسرّح أغنامه في حقول الجسدْ لي مزاجي سلوكي البوهيميُّ في مدن التيهِ لي غير ما أشتهي لذا أشتهيكِ وأسأل نفسي: لماذا نجوتُ من الحزنِ هذا المساءْ؟ وجفنك يمتدّ فوقي امتداد السَّماءْ

إنقاذ «ألف ليلة» من الحرق جابر عصفور

يبدو أن عام 1985 كان عام محاولات اغتيال كتاب ألف ليلة وليلة، ففي موازاة مصادرة النسخ الموجودة في مكتبة صبيح وتقديم صاحبها إلى المحاكمة، فضلاً عن مصادرة النسخ الموجودة في أحد الأكشاك على سور الأزبكية وتقديم صاحبها إلى المحاكمة بدوره، امتد نشاط شرطة الآداب إلى المكتبات وصادرت النسخ الموجودة في مكتبة في مدينة طنطا، وكان ذلك في القضية رقم 4268 لسنة 85 من كل من: مصطفى إسماعيل عبدربه وعبدالرحمن إمام عبدالرحمن

عكاظية حول بط الماحي! وديع فلسطين

الشاعر محمد مصطفى الماحي (1895 - 1976) من شعراء الوسط، فهو لا ينتمي إلى جيل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران، ولا إلى جيل جماعة أبولو، فهو وسط بين الجيلين، ولا يندرج ضمن أي مجموعة من شعراء عصره لاستقلاله عنهم جميعًا. وشعره متين السبك يطرد على سنن الخليل ويخلو من أي تجديد أو من أي شطحات تُعزى إلى التجديد. عندما خرج إلى الحياة العملية عيّن موظفًا في وزارة الأوقاف، ونزح بالتالي عن مدينته دمياط الساحلية

قيامةُ الوجْد علي عبدالله خليفة

أراكمْ، كما أرى روحي مُحلّقةً عبرَ الغمام تنوءُ حُبْلى بمزنٍ شفّ عن ولهٍ إلى الديار التي عَطِشَتْ عشقًا ورَاودَتْها بذورُ الوصلِ لم تفقد بها أملاً. أرى فيكمْ عيونًا مُتعباتٍ ذبُلتْ.. شاخَ الحديدُ بها

هل تشكل قصيدة النثر بديلا لقصيدة التفعيلة؟ فخري صالح

بدأت حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر في خمسينيات القرن العشرين، متساوقة مع التحولات الجذرية التي عصفت بالقصيدة العربية في نهاية الأربعينيات، فقد انفجر الشكل الإيقاعي الذي ساد على مدار حوالي ألفي عام. كان الشعر العربي، كما حفظته لنا دواوين الشعراء وكتب السير والتاريخ والموسوعات العربية القديمة، مثل كتاب الأغاني وكتب الحماسة، وما يسمى في النقد العربي القديم «طبقات الشعراء»، قد استقر على طبيعته الإيقاعية المتمثلة في البنية الشطرية والقافية المتكررة

يصغي لأسئلة الأعماق شوقي بزيع

هو المجذِّف في اللاشيء تمحضُهُ جهنماتِ الرؤى السوداء عتمتُهُ تلوح مرتفعاتُ الأربعين له كما تلوحُ لنهرٍ جفَّ جنَّتُهُ وإذ يكثِّره الماضي تراودهُ عن نطفةِ الشبق الأولى طفولتُهُ حيث الزمان طريًا كان بَعْدُ

الطرد (قصة مترجمة) روبين داريو

هناك في البعيد، في الخط الأفقي المرسوم بقلم أزرق، الذي يفصل المياه عن السماوات، كانت الشمس تغرق، بترابها الذهبي ودواماتها ذات الشرر المحمّر، تبدو كقرص حديدي كبير يتقد. وبدأ الهدوء يلف الرصيف الجمركي، الحراس يسيرون من اتجاه إلى آخر، والقبعات غارقة في الرءوس حتى الحواجب، يلقون نظرة هنا وأخرى هناك

قصص على الهواء محمد الشحات

من بين ما يقرب من خمس وعشرين قصة قصيرة لعشرين كاتبا عربيا ينتمون إلى ثقافات وجغرافيات مختلفة، توقفتُ عند بعض القصص التي تمثّلت قدرا لافتا من (معايير) الجودة الفنية التي تكشف عن وعي كتّابها أو كاتباتها بتقنيات وجماليات فن القصة القصيرة الذي هو فن التكثيف السردي بامتياز. ومن أجل انتقاء هذه القصص الأربع، كان ثمة عدد من المحدّدات التقنية والجمالية والأسلوبية التي أمكننا من خلالها أن نفرز القصص اللافتة للنظر فنيا