العدد (702) - اصدار (5-2017)

ذكريات كويتية د. جابر عصفور

كنا في أواخر شهر سبتمبر سنة 1983 حين هبطنا بالطائرة في مطار الكويت، كان المطار هادئاً إلا من حركة الواصلين معنا إلى المطار. وبعد أن أنهيت إجراءات الجوازات، بحثت في كل مكان عن مندوب جامعة الكويت الذي كان من المفترض أن يكون في استقبالنا ليصحبنا إلى دار الضيافة، ولكن مع الأسف لم أجد مندوباً من جامعة الكويت كما قيل لي، وبعد أن تأكدت أنه غير موجود، وأن لذة النوم في هذا الوقت ما بين الفجر وظهور أضواء الصباح أغرقته في نوم لذيذ، قررت أن أعتمد على نفسي، وأن أحمل مع زوجتي وابني وابنتي حقائبنا ونذهب إلى أحد الفنادق القريبة من المطار لكي نستريح من وعثاء السفر، ولا أدري لماذا أستخدم هذه الكلمة «وعثاء» التي هي من الوعث، أي المشقة والتعب.

أينما عزت الطيري

على تذاكرِ الدواءِ يكتب الطبيب، لي اسمها لعلها تكون بلسماً في سرعة الشفاءْ يقولُ صيدليٌ ماهرٌ ما جاءني

الظاهرة الأدبية بين هواجس العلم وتيارات العـولمة أحمد محمد المعتوق

في خضم هذا العالم المنبهر بما توصل إليه العقل البشري في حاضرنا الراهن من تطوير لآليات الحياة وتقنياتها والجوانب المادية فيها، وفي حمأة الصراع حول العولمة بأبعادها المادية والثقافية المختلفة، وما صحب هذا الصراع من تنازع للقيم والأفكار والأطماع، وتنامي الإحساس بالحيرة والشك والإحباط والقلق، تجهل أو تتجاهل طوائف كثيرة من مجتمعنا ما للخطاب الوجداني من أثر فاعل في سير الحياة وفي توجيه سلوكيات المجتمع ومراقبة تفاعلات أفراده. بل الواقع أن مجال التفكير في هذا الخطاب قد ضاق عند البعض وضعف الأمل في جدواه أو الرجاء في تأثيره. فلم يعد ينظر إلى التقدم والتطور إلا في إطاره المادي البحت: في الشوارع المعبدة والمباني الشاهقة والترسانات العسكرية المعبأة بآلات الدمار، وفي عابرات القارات من الطائرات والصواريخ التي تعصف بالمدن وتحرق الملايين من البشر، وما إلى ذلك مما بين أيدينا من الأجهزة والآلات التي صنعتها طبيعة المادة والعقل الإنساني الكاسر.

فاروق شوشة.. شاعر الانتظار الرومانسي د.رضا عطيه

يُعدُّ فاروق شوشة أحد أبرز شعراء التفعيلة من جيل الستينيين، الذي ضم أصواتاً شعريّة مثل محمود درويش وأمل دنقل ومحمد إبراهيم أبوسنة ومحمد عفيفي مطر، هذا الجيل الذي شكّل الموجة الثانية من المدِّ الشعري للشعر التفعيلي بعد موجته الأولى في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين. ينطبع خطاب شوشة الشعري بعذوبة رومانسية، وإن مال أكثر نحو الكلاسيكية في موسيقاه وتفعيلاته والتزامه بالتقفية التي تتسم ببذخ وتموج في حروف رويّها.

القاتل النظيف.. النهاية المقصودة نهاية وضاح اليمن د. عقيل العوادي

يبدو أن المتنبي لم يكن مستعجلاً لإنهاء سيرته قبل عشر سنوات على الأقل من واقعة فاتك الأسدي. وفاتك هذا القاتل الذي كانت له فائدة (سردية) يتمتع بها القاتلون في السير، فهم ينهونها بأكثر النهايات قيمة، وينهون حياة الشاعر في الوقت المناسب. ويبدو، أيضاً، أنه كان قاتلاً ومتخصصاً في شعر المتنبي، أو ناقداً مسلحاً. ودعوني أسرد ما قاله حاضرو الواقعة عن المتنبي، الذي خارت قواه المعنوية، فأراد الفرار، فذكره فاتك، كما افترض، بأنه القائل: إنه معروف يعرفه الليل والخيل والرمح والقرطاس والقلم والبيداء، فعاد المتنبي إلى الموت ثانية.

كُتَّاب يعبِّرُون ويتألّقُون بلغة اللجوء في بلد اللجوء حمادي الغازي

على الرغم من أن المؤرخ الفرنسي باسكال أُوري حاول في «معجم الأجانب الذين صنعوا فرنسا»، إعطاء تعريف لرجال ونساء وُلِدُوا في بلدان أخرى، أو من آباء جاءوا من الخارج، لكنهم أعطوا بمواهبهم وإبداعهم، القيمة المُضافة إلى جانب المواطنين الفرنسيين، فإن لفظة «أجنبي» تظل قائمة ولو أن هؤلاء الموهوبين والمبدعين تجنّسُوا وأصبحوا فرنسيين. نذكر هنا، على سبيل المثال، الكاتب الشهير إيميل زولا، الذي تجنّس وعمره لا يتجاوز الثانية والعشرين. لكن اللافت هو أن أغلب المبدعين الأجانب المجنَّسِين، إن لم نقل كلهم، ظلوا يحتفظون بأسمائهم الأصلية. لذلك لم يتردد المؤرخ أُورِي في اعتبار الأجنبي هو من وُلِد بالخارج، سواء كان في منطقة تابعة للتراب الفرنسي أو لا.

اللغة العربية وأساليب البيان العربي عزيز العرباوي

عرفت عملية حفظ اللغة العربية تطوراً ملحوظاً من خلال حياة حافلة بالتحولات والتغيرات التي عرفتها حياة اللغة عامة. ويمكن ملاحظة خصوصية هذا التطور من خلال مستويات مختلفة، نذكر منها: مستوى المادة اللغوية وتلك الرؤية التي أتت بها، ومستوى الإطارات النحوية وطبيعتها المنطقية، ومستوى أساليب البيان والبلاغة وطبيعتها الاستدلالية والدلالية، ومستوى مناهج البحث العلمي وطرائقه الفكرية المختلفة.

تداعيــات خالد الشايجي

نكأتَ جروحاً لذا المستهامِ ولمَّا تَزل فيهِ مستنفرهْ إذا آسِنَ الماءِ حركتَهُ أثَرتَ مكامِنَه المُقذِره