العدد (642) - اصدار (5-2012)

كمال ناصر.. ضمير الشعر المستتر (شاعر العدد) سعدية مفرح

في اليوم العاشر من أبريل عام 1924م ولد كمال ناصر، وفي العاشر من أبريل عام 1973م مات كمال ناصر.. وبين التاريخين عاش هذا الشاعر حياته منغمسًا في الشعر والنضال تحت ظلال لافتة فلسطين، قبل أن يستشهد تحت ظلال اللافتة نفسها. فكانت القصيدة طريقه إلى الحياة وكان النضال طريقه إلى الشهادة وكانت فلسطين في القلب دائما ؛ قلب الشعر وقلب الشاعر وقلب الحياة

الجزائر في كتابات «جي دي موباسان» الأرض والعرق والدين سليمة لوكام

يقول «بترارك» Petrarque شاعر ومفكر إيطاليا خلال عصر النهضة عن العرب: «ليس بإمكان أي كان أن يجعلني أصدق أن شيئا طيبا يمكن أن يأتي من العرب». هل عرف بترارك بلاد العرب وزارها ليحكم على أهلها بهذا الشكل الحاسم؟ وهل يمكن أن تتشكّل صورة لشعب ويتأسّس رأي حول أمة أو عرق انطلاقا من خلفية موروثة وتصور سابق؟ أم أنّ الرحلة بما هي «تشكيل لنص ذاتي شخصي بخصوص الأنا والآخر، تبدو في شكل معينّ للتعبير عن رؤية معينة انطلاقا من خطاب مفصح عنه في البداية

ذكريات صديق محترم جدًا جابر عصفور

عطية عامر واحد من الرجال القلائل الذين أحبهم وأحترمهم في آن. أغلب الظن أنني سمعت اسمه للمرة الأولى سنة 1978 إن لم تخني الذاكرة. كان ذلك من خلال ما أسرّته لى أستاذتى الدكتورة سهير القلماوي، وكانت رئيسة قسم اللغة العربية الذي كنت أعمل فيه أستاذًا مساعدًا في ذلك الزمان البعيد. وأخبرتنى أنها كانت في زيارة رئيس جامعة القاهرة الذي رجاها أن تقبل انضمام د. عطية عامر أستاذًا للأدب المقارن في مصر

في منهجية قراءة النص الصوفي هالة أحمد فؤاد

لقد تعمدت إيراد النص (المنشور على اليسار) بلغته دون تدخل أو ترجمة، لكي أبرز المعنى المراد حرفيا، حيث سيطر هذا المنظور الاستشراقي طويلًا، بل لعله مازال مسيطرًا لدى العديد من الباحثين العرب المسلمين في التصوف الإسلامي. إذ يكرر هؤلاء دوماً ما قاله المستشرقون، ويتبنون تصنيفاتهم وأحكامهم بصورة حصرية جامدة، ونهائية دون مناقشة أو نقد أو حتى محاولة لتأمل النصوص الصوفية من زوايا أخرى مباينة، وإعادة قراءتها وفقًا لمعايير جديدة مبتكرة، في حاجة لإعادة النظر، والتأمل الهادئ المتأني

رسالة لغوية من قطرب إلى إبراهيم أنيس.. هل الإعراب حكاية؟ رياض زكي قاسم

بين قطرب (محمد بن المستنير: توفي في العام 206هـ) وإبراهيم أنيس (1324هـ/ 1906 - 1397هـ/ 1977) بحث موصول في علة وجود الإعراب، ففي حال قال النحاة إن الإعراب دال على المعنى، وإنه دخل الكلام ليفرق بين المعاني، من الفاعلية والمفعولية والإضافة، ونحو ذلك، ذهب قطرب إلى رفض هذه العلاقة بين الإعراب والمعنى، إذ رأى أن الإعراب لم يدخل في الجملة لعلة، وإنما دخل تخفيفًا على اللسان. (ذكر الزجاجي، في كتابه: «الإيضاح في علل النحو» مجمل قول قطرب في مسألة الإعراب

حِكَاياتُ الكتب: العِقْدُ الفَرِيْدُ علاء عبدالمنعم إبراهيم

أسند أحمد بن محمد بن عبد ربه رأسه إلى كفه وهو ينظر من شُرفة بيته المُطل على حديقة غنّاء تجمعت فيها شتى الألوان وغردت على أغصان أشجارها مختلف الطيور، أزفر زفرة مؤرقة كشفت عن حيرته الشديدة، قرر أن يخرج من ضيق الجدران إلى رحابة الخَلاء، فتح باب دارته الأندلسية برفق كي لا يزعج زوجته الحبيبة، امتطى جواده الأشهب وربت بيده على عنقه وكأنه يسر إليه بسره الخطير، فهم الأشهبُ مغزى لمسات صاحبه الحانية، تحرك بسرعة وتوجه إلى أجمل مواقع مدينة قرطبة العظيمة

ابنة الخال (قصة مترجمة) ليلى العثمان

وحيدًا، يجلس الطفل على المقعد، في هذه الساعة النهارية. اليوم الأربعاء، لم يكن لديه مدرسة. منذ استيقظ، هبط إلى الصالة التحتية حيث تنتظره الجدة. تقبله وتعاونه على الجلوس أمام الكوب الكبير الممتلئ بالقهوة بالحليب، فهو لا يحب شراب الشوكولاتة. تطلع، من دون أن يفهم بالطبع، إلى الأطفال البروتانيين المصورين بأزيائهم الوطنية على كوبه. سوف تصحبه جدته من بلدتها إلى بروتاني (إقليم فرنسي)***. قالت له إنها سوف تصحبه يومًا ما، وهذا وعد

قصص على الهواء خيري دومة

كثيرًا ما يسأل المرء نفسه: ما الذي يشدنا إلى اختيار نص أدبي وتفضيله على نص آخر؟ لا شك أنها في النهاية مسألة تتعلق بالذوق، ولكن لا شك أيضًا أن وراء كل اختيار مبادئ حاكمة تكاد لا يختلف عليها اثنان، خصوصًا إذا كان صاحب النص في بداية الطريق؛ فلا أحد سيختار مثلاً قصة لا يستطيع صاحبها أن يقيم جملة سليمة، أو يجسد وصفًا لمكان أو حالة، أو يلتقط عاطفة عابرة غامضة، أو يرسم جانبًا من شخصية