العدد (429) - اصدار (8-1994)
العالم في عيني الشاعر الجاهلي وفي قصائده، عالم فاعل منفعل، خارجي داخلي، ذات وموضوع، وعي للشاعر وحضور لوجوده. ظاهرة لافتة يلحظها من يطالع الشعر الجاهلي، فالشاعر، في هذا الشعر، لا ينظر إلى عالم الأشياء والحيوان والكائنات نظرا محايدا، كأن العالم منفصل عنه، مستقل في الوجود، يتكون من معطيات باردة أو موضوعات بريئة من المدركات، مرآة للأنا ومحط لتطلعها، سحر تمثيلي وأداء سحري
تشكل السرقات الأدبية جانبا من جوانب حياة معظم الأدباء. فالأديب إما شاهد على سرقة أو مسروق أو سارق... ومن الطريف أنني في حياتي الأدبية كنت الثلاثة معاً. شغل موضوع السرقات الأدبية اهتمام أجدادنا الأدباء والنقاد في تراثنا العربي. كما احتل مساحة من حياتنا الأدبية المعاصرة، ولعل من أبرز الاتهامات بالسرقة الأدبية في الخمسينيات من هذا القرن تلك الحملة التي كانت جريدة الجمهورية قد قامت بها في بداية الثورة ضد توفيق الحكيم متهمة إياه بأن كتابه "حمار الحكيم" مسروق من كتاب الأديب الإسباني خوان رامون خيمينيث "بلاتيرو وأنا" أو "أنا وحماري"
مؤلفة هذا الكتاب من أسرة عريقة في الشعر.. لم تخف ذاتها الأنثوية في كتابها ذي الطابع السياسي. تحكي في مذكراتها عما جرى لعرب فلسطين عام 67، وتصف علاقاتها ومناسبات بعض قصائدها وصداها لدى العرب واليهود، في مسافة زمنية تبدأ بسقوط الضفة الغربية. حين قرأت هذا العنوان بصيغة المبالغة في الصعوبة، تجلت أمامي ثلاث درجات، أو طبقات تؤكد هذه الرحلة الصعبة جدا. فهي أولا- كما هو واضح في العنوان الفرعي- "سيرة ذاتية"
لم يبق إلا النوم فاخلع حذاءك
احتاج الإنسان منذ وجوده الأولى، ومنذ أن وعى بنفسه وبالجماعة البشرية التي ينتمي إليها، وبالبيئة الطبيعية من حوله، إلى وسيلة لقياس الزمن الذي هو إيقاع وتعاقب وتوقع وتذكر أو ذكرى. ولعل الإحساس بالزمن هو الشيء الوحيد الذي أضفى معنى البداية والنهاية والأبدية. فهل للغة شأن في ذلك؟. مع منتصف القرن 19 حدث انقلاب في مفهوم الإنسان عن الزمن الماضي.. واقترنت هذه الإنجازات بالعلوم الطبيعية وعلوم الإنسانيات
ذات مساء شتائي من عام 1786 كان العجوز الأعمى طباخ الكونتيسة تون السابق، يحتضر في بيت خشبي صغير على مشارف مدينة فيينا، ولم يكن بيت الطباخ ذلك إلا كوخا منزويا في عمق الحديقة المطمورة بالأغصان المتعفنة التي كسرتها الرياح، ومع كل خطوة في الحديقة كانت الأغصان تخشخش، فتجعل الكلب العجوز القابع في كشكه يزمجر بصورة خافتة، وكان الكلب هو الآخر كصاحبه يحتضر لكبر سنه، حتى أنه فقد القدرة على النباح
تطلين مستندة على عكازك ذلك الصديق الوفي وسط هذه القامات المنحنية التي تعج بها الصالة على اتساعها.. بالكاد يحملك ويحمل جسدك وثقل السنين الخمسين ذلك العكاز الهرم حتى تجلسي براحة على مقعد منزو في ركن قصي من المطبخ يسمح لك بأداء دور المتفرج عن بعد.. ترقبين أولئك المتحلقين حول بعضهم يتهامسون ويتغامزون يحاولون الالتفات بنصف وجوه مسودة صوبك خشية أن تتلاقى العيون فتنكشف اللعبة، وكأنك تحسين بدناءة ما يحاك حولك..
الحرف والصناعات اليدوية الشعبية الأصلية، وعلى امتداد الساحة العالمية، تشكل امتيازا رفيعا، تحمله في العادة أسر معينة، أو مؤسسات معروفة، تتناقله بالوراثة وبما يشبه النذر المرصود الصعب، وهو بقدر ما يضرب في الماضي الأبعد والأقرب للأمية أو الشعب، يضرب في الحاضر والآتي أيضا!!. اشتهرت دول عديدة في مجال معين من هذه الصناعات والحرف، فذهبت مضربا للمثل فيها، فالصين الشعبية، على سبيل المثال لا الحصر
من بين ما شغل به مجمع اللغة العربية في القاهرة- منذ عدة سنوات- ما شاع على الألسنة والأقلام من المفردات العربية الصحيحة المجموعة جمع مؤنث سالماً في كثير من الأساليب المتنوعة، بالنظر في صحة هذه الجموع، وتحري الأمر فيها قبل الحكم عليها بالتخطئة أو التصويب. من بين هذه الجموع: إطار وإطارات- صمام وصمامات- معاش ومعاشات- بلاغ وبلاغات- ضمان وضمانات- معجم ومعجمات