العدد (403) - اصدار (6-1992)
استحضرت كل ما تملك من قوة لتثبت قدميها على الأرض، تركت حقيبة يدها تسقط، وكتف البلوفر ينزلق، والجونلة تلتف، وشعرها يزداد تشعثا. وحين وصلت إلى حافة المكتب، واستطاعت أن تتشبث بها، كانت قمة ما تتمناه أن يسمعها ذلك الرجل القابع خلف الأوراق. تطل من عينيه نظرة كراهية للعالم كله، لكن عشرات مثلها لهم الهدف نفسه، ونجاح الواحد منهم يبدأ من فشل الآخرين. فالرجل لا يمكنه إلا أن يسمع واحدا فقط، وعدد شقق المحافظة - بالتأكيد - أقل كثيرا من عدد المتزوجين حديثا.
لن أصارح هذا الفتى بأي من أفكاري أو مشاريعي. أفهمه جيدا. أعرف أنه يريد مساعدتي له. كما أنني أتابع تحركاته حولي. إنه دائم التودد إلى، الآن وفقط. أما بعد أن ينال مني ما يريد من أفكار ومشاريع فسوف يعود سيرته وعادته الأولى مرة أخرى. عنيد وشقي ولا يراعي أيا من رغباتي أو خصوصياتي. يستمر يضايقني ليلا ونهارا.سوف أؤدبه. سوف أعلمه هذا العام كيف يتوقف عن مضايقتي خاصة عندما أتحدث أو ألعب أو أصاحب صديقاتي وجاراتي.
قبل أن تبدأ صالونات الأدب النسوية في أوربا بعشرات القرون، كانت للنساء العربيات منتدياتهن الأدبية. وهذه لمحة إلى تلك الظاهرة المدهشة.يعتقد كثيرون أن المنتديات الأدبية أو ما يعرف عند الغربيين ب "الصلونات الأدبية" من أفكار الأوربيين حيث كانت هذه المنتديات من أهم عناصر الحياة الاجتماعية والثقافية في فرنسا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كصالون مدام دي ستايل ومدام ديفان ومدام ريكامبه ومدام جوليت آدم ومدام جوفرين، وصالون جورج صاند وغير ذلك من الأبهاء الأدبية الأوربية
سجل التاريخ الحديث أن على الإنسانية، إبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي حرر العبيد، وليو تولستوي الكاتب الروائي الروسي الذي خلع عن نفسه كل ممتلكاته ووهبها لفقراء بلاده وتحديدا للفلاحين الفقراء.لكن التاريخ لم يذكر عزيزة عثمانة، الأميرة التونسية ( 1606 - 1669 ميلادية) التي فعلت العملين معا .. انطلقت بدعوتها لتحرير العبيد، ثم تنازلت عن ممتلكاتها لفقراء بلادها، تونس.
سجلت دراسة لمنظمة اليونيسيف أن 14 مليون طفل دون سن الخامسة ينتمون إلى دول العالم الثالث يموتون سنويا نتيجة لإصابتهم بثلاثة أمراض هي الحصبة والتيتانوس والنزلات الشعبية. أي أن معدل وفيات هؤلاء الأطفال بسبب هذه الأمراض يصل إلى 250 ألف طفل كل أسبوع.تضيف الدراسة أن الأطفال الذين يموتون نتيجة للمجاعة الناتجة عن الجفاف أو عن الفقر، يبلغ عددهم سنويا ومنذ بداية العقد السبعيني مليون طفل.
في عام 1900، كان تعداد سكان قارة أوربا يمثل ثلث عدد السكان العالم، تناقص حتى وصل الآن إلى العشر. والمتوقع أن يستمر تعداد الأوربيين في التناقض ما دامو متوقفين عن إنجاب الأطفال تمسكا منهم الحجم الذي يرونه مثاليا للأسرة: ثلاثة أفراد .. أم وأب وطفل واحد.تدعو الفكرة السائدة في أوربا بعامة إلى أن يكون للأسرة طفلان، غير أن المؤشرات الواقعية تشير إلى انخفاض معدل الخصوبة في المجتمعات الأوربية