العدد (620) - اصدار (7-2010)

مفدي زكرياء.. إلياذة الشعر الجزائريث سعدية مفرح

عندما كان دوي الرصاص يتصاعد في الفضاء الجزائري المحتل طويلا، كان للشعر مهمته المحددة, ليس في تحفيز الهمم للنضال، فلم تكن الهمم الجزائرية المشتاقة للحرية بحاجة لتحفيز شعري، ولكن لاستشراف صورة الوطن المشرقة وتصوير نضالاته الحاضرة وتعزيز الإحساس بالجمال في أرض تشبعت بدماء الضحايا والشهداء حتى نالت استقلالها الوطني على ضوء من اللهب المقدس، وكانت لها إلياذتها الشعرية الخالدة في سجل الحريات

السَّروْ حسن جعفر نورالدين

أُحبُّ السَّرْوَ لكني حزينٌ حيثُ لا أقوى على لغةِ التسلُّقِ فيهِ ليسَ كما أمرُّ على الجبالِ بسرعةٍ وأنامُ فوقَ غمامةٍ إنْ قاربتْ شرفاتِنَا عند الصباحِ ولفَّحتْ قلبي عُذوبَتُهَا كما أهوى الصعودَ إلى الهضابِ

درس في الحرية أمين الباشا

ينتشر الليل، تلمع النجوم فتنير المدينة، تتلألأ الشواطئ. تغني الأمواج، تنصت الطيور، يطل قمر، الليلة هي ليلة عرسه. القمر يعلم أن العرس هو كلما بزغ نوره، العاشقون سحروا، أصابهم شرود كالسكارى، لايفقهون بما هم عليه وبما هم فيه، يطغى عليهم شعور لا يعرفونه من قبل، القمر يطل كل ليلة، ينثر نوره كل ليلة، سر من أسرار القمر، مركب تائه يبحر على هدي الرياح، الحرية، قلت له. أجاب: تقول الحرية؟ هي ليست كلمة، هي فعل

أفكار وأجنحة جابر عصفور

يستطرد الكاتب في سرده للأحداث التي واكبت نكسة يونيو 1967، وما بعدها، وموقف الطلاب منها، في مصر، وأصداء ذلك كله في العالم، وهو يناقش ميلاد أفكاره التي آمن بها بفضل صناع التحرر الاجتماعي، الذين أصبحوا مسئولين عن الهزيمة العسكرية. كانت الفلسفات الذائعة في هذا العصر زادي الذي لا أملّ من التهامه، الماركسية التي قرأت حتى أصولها، ولكني لم أنضم قط إلى أحد أحزابها أو تجمعاتها السرية

رواية للمفكر مالك بن نبي.. لبيك.. حج الفقراء محمد سيد أحمد

مالك بن نبي (1905- 1973م) من أعلام الفكر الإسلامي الذين حجب فكرهم عن الناس عدم اهتمام الدارسين بهم، فقد أمضى أكثر من ثلاثين عامًا متأملاً يحلِّل ويضع شروط النهضة للمجتمع الإسلامي. وُلد مالك بن نبي عام 1905 في مدينة قسنطينة شرق الجزائر، وكانت مراحل دراسته الابتدائية والثانوية بين مدينتيْ (تِبِسّة) و(قسنطينة). سافر عام 1925 إلى مرسيليا وليون وباريس؛ بحثًا عن عمل ولكن دون جدوى، فعاد إلى الجزائر حيث عمل في تِبسَّة مساعد كاتب في المحكمة

قصتان (قصة مترجمة) ماريو بينيدتى

قبض عليهما بتهمة الفعل الفاضح. وعندما حاولا الإيضاح لم يصدقهما أحد. والحقيقة، لم يكن حبهما أمراً يسيرا. فهو يعانى فوبيا الأماكن المغلقة وهى تعاني فوبيا الأماكن المفتوحة. ولهذا فقط كانا يمارسان الحب على العتبات

«مسك» لإسماعيل فهد إسماعيل إبراهيم فرغلي

عندما انتهيت من قراءة نص «مسك»، بل وفي أثناء القراءة، لاحظت تنبه حواسي للاختزال الشديد في النص، وهو ما استدعى لديَّ ظاهرة فنية تجلت خلال ستينيات القرن الماضي في مجالي الفن التشكيلي والموسيقى، تمثلت في تقليل عناصر اللوحة التشكيلية أو القطعة الموسيقية من حيث الآلات أو النوتة الخاصة بكل آلة، وتحولت إلى صرعة حداثية عرفت بالمينيماليزم، Minimalism، ظهرت لمناهضة بعض الاتجاهات العبثية في الفن سرعان ما أصبحت جسرا بين الحداثة وما بعد الحداثة

العين في اللغة والشعر د. ميشال جحا

حرف العين هو رقم 18 في الأبجدية العربية. ولما أراد الخليل بن أحمد أن يضع «كتاب العين»، وهو أقدم المعاجم العربية، وجد حرف العين أقصى الحروف في الحلق وأدخلها, فجعل أول الكتاب العين. والعين أداة البصر عند الإنسان، وهي العضو الوحيد الذي يؤهله لكي يدرك جميع الفنون الجميلة من رسم ونحت ورقص وما إلى ذلك ما عدا فناً واحداً هو الموسيقى التي تدرك بالأذن، والشعر هو الفن الوحيد الذي يدرك بالعين وبالأذن، بحيث تقرأه أو تسمعه

قصص على الهواء أديب حسن محمد

تتميز هذه القصة عن قريناتها المشاركة في المسابقة بالعديد من المزايا التي تؤهلها للتغريد خارج السرب، فهي قصة مكتوبة بوعي عالٍ، تقنية لغوية بارعة، وهي من القصص التي يتضافر في بنائها: ذكاء الفكرة، وحُسْن توظيف اللغة، والحس الدرامي. وبالرغم من كونها قصة ذات مسحة ساخرة في العموم، فإنها لا تقدم مفردات وجمل السخرية المباشرة، وهذا يدل على براعة القاص، إضافة إلى اختزان القصة للكثير من المقولات الجوانية المختبئة خلف اللغة المقننة والتكثيف العالي