العدد (666) - اصدار (5-2014)

فاضل خلف.. قصة مُبكِّرة أشرف أبواليزيد

أجد في الجلوس إلى الشاعر الكويتي فاضل خلف أنسًا كبيرًا، ليس فقط لما تستدعيه ذاكرته من نادر الحوادث، التي يكون أبطالها أعلام الثقافة العربية في مصر والكويت وغيرهما، ولكن لدأب كبير وحرص أكبر في أن يكون شاهدًا على عصره. لا يؤرخ فاضل خلف لسني ميلاده بالقصائد الحولية وحسب، وإنما يؤسس مدرسة في توثيق ما غفل عنه أكاديميون، ليكتشف، بين حين وآخر، شاعرًا مجهولا، أو يدون، بين مقالة وأخرى، سيرة منسية.

فاضل خلف... الكتابة رسالة جيل التنوير فتحية الحداد

«سيقلب الزمن يا صاحبي بعد أيام صفحتك الثالثة والعشرين، ولست تدري ولا أحد يدري إلا الله ما تخبئه لك السنة الجديدة بين طياتها. (...)». كانت تلك أولى عبارات مقال نشره فاضل خلف تحت عنوان «من الأعماق» في العدد الرابع من مجلة «البعثة» الصادر في أبريل 1950. انشغل فاضل خلف المولود عام 1927 منذ حداثته بالقراءة والكتابة ومقاله الذي نشره في البعثة، وهو ابن الثالثة والعشرين ربيعا يكشف عن هذا الانشغال، الذي اختلق فيه حوارا مع الآخر ليناقش فيه قلق الأديب ويقول له: «خير لك أن تحطم هذه الأغلال التي فرضتها على نفسك، وتنشر على الناس تجاربك التي سهرت عليها سنوات، وكيف يعرفك الناس يا صاحبي إلا من آثارك؟»

فاضل خلف .. من رموز النهضة الأدبية في الكويت د. ليلى محمد صالح

شاعر وقاص ومؤرخ وناقد، أول من أصدر مجموعة قصصية في الكويت، وكانت بعنوان «أحلام الشباب» عام 1955م، فحاز بذلك سبق الريادة، وقد كتب عنها كل من الدكتور سليمان الشطي، والدكتور محمد حسن عبدالله والروائي إسماعيل فهد إسماعيل.فاضل خلف هو شاعر الوطن والإنسان وأديب الحرية والخير والجمال، هو الناقد الذي تعلمنا من كتاباته كيف نتذوق آداب العصر الحديث، وهو الشاعر الكبير الذي أسس مدرسة شعرية تهتم بمشاعر الإنسان وطموحاته في عالم رومانسي شفاف يحلم بمدائن الحب الفاضلة، وقد حاز جائزة الدولة التقديرية لجهوده الإبداعية ومؤلفاته في مختلف مجالات النثر والشعر والنقد والمقالة والدراسات الموثقة والمنصفة.