العدد (666) - اصدار (5-2014)
يعترف الكاتب الأمريكي نيكولاس وايت في تصديره لكتابه «السعادة.. موجز تاريخي» بأن محاولة تضمين كل الموضوعات المرتبطة بالسعادة، أو الشخصيات التي قالت آراء مهمة فيها؛ هي محاولة ستجعل صياغة تاريخ للسعادة مهمة مستحيلة، ولاسيما إن كان موجزًا. ويرى أن أفضل صياغة تاريخية لمفهوم السعادة الفلسفي هي تلك التي تركز على المشكلات الفلسفية المهمة، التي تتشكل من خلالها فكرة السعادة. وهذا ما يفعله الكاتب في موجزه التاريخي للسعادة كما يتبدى في الفلسفة الغربية. وعلى الرغم من أن الكاتب لا يتخذ مسارًا زمنيًا من خلال الفترات التي استخدم فيها مفهوم السعادة، لأن ذلك لن يقدم إلا لمحة عن المسائل المرتبطة بالسعادة؛ إلا أنني سأفعل ذلك في عرضي لكتابه، معتمدًا تسلسلًا تاريخيًا للفلاسفة الذين ناقشوا السعادة والموضوعات المرتبطة بها.
صدر أخيرا عن سلسلة «عالم المعرفة» كتاب مهم يكشف الستار عن المسرح الشعري العربي، حيث يقدم الدكتور مصطفى عبدالغني في هذا الكتاب مرثية للمسرح الشعري العربي، وتتهاوى عليه أحجار الإحباط عند مناقشة مستقبل هذا النوع من المسرح، وخاصة أن هذا اللون من التراجيديا الشعرية هو «أنسب الأشكال الأدبية للتعبير عن الهموم الكبيرة في حياة الأمم». ثم يزيدنا الباحث همًا وهو يرصد حالة تضاؤل الأداء الدرامي العربي مع بداية القرن الحادي والعشرين. لقد تعب الكاتب – كما يقول في مقدمته – في البحث عن المسرح الشعري العربي، المسرح المنوط به تغيير حالة الوعي بعد ثورات الربيع العربي وما تلاها، لكنه يصر على أمل ما.
يعتبر عالم النفس البلجيكي شارل كورنريتش من كبار علماء النفس الذين يهتمون في أبحاثهم بسلوك الإنسان والحيوان في حالات اللذة. وقد اختار في كتابه - موضوع العرض والتحليل - أن يعمّق البحث حول المحرّك الأساسي لوجودنا ألا وهو اللذة. لذلك نراه يلاحق المحفّزات التي تولّد اللذة منذ فجر الخليقة حتى اليوم، سواء تمثّلت بالأكل، أو بالتعاون، أو بتربية الأولاد، أو بالجنس. كما نراه ينشط في البحث عن القيود التي تحدّ من الملذات عند الإنسان والحيوان، ليصل في بحثه إلى حدود الاعتدال حيث يجد الإنسان سعادته. يحاول المؤلف في رسم حدود اللذة أن يقارن بين اللذة عند الإنسان، واللذة كما يحياها الحيوان، متخذًا من الهرّ في بيته منطلقًا للمعاينة وتسجيل الملاحظات، وتقرير النتائج، يتمدّد هرّ المؤلف على الكنبة في صالون البيت، منزعجًا من الضجة التي يثيرها الأولاد، يتثاءب، يتمطّى وينام مرتاحًا. إنه صورة عن اللذة بامتياز. ينظر الأولاد بغيظ، ويتساءلون لماذا لا يمكن أن نعيش كالهرّ؟ لماذا علينا الخروج في طقس بارد، والعجلة في الذهاب إلى المدرسة، ومعاناة عرقلة السير، ومواجهة كل ضغوط الحياة الحديثة؟
عرفت العلاقة بين الغرب والشرق على مر التاريخ الكثير من التجاذبات والصراعات التي ما تكاد تهدأ في فترة ما حتى تشتعل نيرانها وتستعر لفترات طويلة من الزمن. لابد من التنويه إلى أن مناخ التوجس والخوف من الآخر هو الذي ساد لأطوار طويلة في تاريخ هذه العلاقة، ما دفع بالاتجاه إلى المبالغة في استعمال أدوات العنف ووسائل الدمار المتنوعة لغرض تحقيق نوع من التوازن يكون فيه الرعب الموجه للطرف الآخر أحد مداخله الجوهرية.