العدد (579) - اصدار (2-2007)
كان الشتاء يعرف طريقه إلى دولة الكويت خارج قاعات جلسات ندوة مجلة العربي فحسب، لأن داخلها كان دافئا بلقاء الأشقاء، محتدما بنقاش الأصدقاء، وساخنا فيما عرض من آراء متناقضة، ووجهات نظر متباينة حول موضوع العام: «المجلات الثقافية ودورها في الإصلاح الثقافي»
«وما كفرت...وكفروني»، عبارة شعرية ساخطة قالها شاعر كويتي قبل أكثر من نصف قرن مواجهًا بها انتقادات مجتمع تقليدي ضاق بخيارات شاعر غير تقليدي على الإطلاق فحاول إلغاءه عبر إلغاء تلك الخيارات أو على الأقل تزويرها، وتوجيه تأثيراتها المحتملة نحو أهداف لم يكن يعنيها الشاعر. وبالرغم من أن الشاعر أصرّ على تلك الخيارات الحياتية الصعبة، حتى نهايته مريضًا، حزينًا وبائسًا، مستهامًا تتناهب الشجون كبده دون أن يجد مجيرًا له من تلك الشجون
رفع القيود عن «طوق الحمامة» (حوار مع ابن حزم الأندلسي) كيف طوّقت هذي الحمامة يا سيّدي؟ وأنت تراها سماويّةً
قليل من قرّاء العربية يعرفون إيتيل عدنان، وأقل منهم من اطلع على شعرها ونثرها المكتوب بالإنجليزية والفرنسية. ولا أعرف كم منهم تسنى له الاطلاع على المترجم من أعمالها إلى العربية وهو ليس بالقليل، فأدبها لم ينل الرواج الذي يستحقه في حياتنا الثقافية. شاعرة وروائية ورسامة، إيتيل عدنان مزيج من أعراق ومعارف، ينبوع عطاء ثري، ومسيرة ثقافية تمتد على مدى حقب بين بيروت وباريس وكاليفورنيا. إنها نبع بلاد الشام ونتاج ثقافات العالم
مترعًا بالحزن مزدحمًا كثيرًا بالهجير المُر حين أريد فيئًا كلما اقتربت زوارق غبطتي من شطها المأمول صار الشط ... ينأى
كانت البداية المرهصة للخروج من أسرة الدائرة المركزية الجاذبة هي الاتجاه الأفرو أمريكي المقترن بنقض نزعة المركزية الأوربية - الأمريكية، وهو الاتجاه الذي لم يكن بعيدًا عن المسار الذي مضى في خطاب ما بعد الاستعمار الذي كان في المرحلة الأولى من تشكله، ولكن من غير أن يتم تدشينه رسميًا إلا عام 1978 مع صدور كتاب إدوارد سعيد «الاستشراق». ومن ناحية موازية، كانت هناك الهرمنيوطيقا التي سمعت عنها للمرة الأولى سنة 1977
هذا الرجل الرائع لا يدفع تكاليف المسكن الذي يقيم فيه. لأنه ببساطة قرر أن يعيش في كرتون مصنوع من الورق المقوى البني اللون. ليس له جيران من النوع المعتاد، فالفيلا التي يقطن فيها تقع في شارع فرعي مسدود، قذر، ومزدحم في الصبح والمساء، ودائماً هناك صياح وضجيج لا يهدأ يصدر عن جيرانه، وهم أصحاب المطاعم ومحلات بيع الشاي بالحليب. غالباً ما ينام حتى الضحى. وعندما يخرج الطلاب من الثانوية المجاورة في فترة الاستراحة ليتناولوا إفطارهم أو لشرب الشاي بالحليب
في منتصف الصفحة، أتوقف عن القراءة، منذ زمن طويل لم أتسلّ باستطلاع الشارع، هواية قديمة، أنظر عبر النافذة، الإنارة خافتة، الليل والهدوء يعمّان المكان، سيارة، اثنتان، تمران مرور الأشباح. مَن وضع هذه الكومة هنا؟ على الرصيف المقابل قرب أشجار الصنوبر المتصلة بحديقة الجيران، أكداس رماها بعضهم، لاشك أنهم الجيران في الحارة القريبة، دائمًا يلقون بالمخلفات أمام بيوت الآخرين!