ملتقيات العربي

ندوة حوار المشارقة والمغاربة

الختام

الكلمة الختامية لندوة
(الغرب بعيون عربية)
الدكتور/ سليمان إبراهيم العسكري

 

الإخوة الحضور ضيوف ندوتنا الكرام...

         هكذا تنتهي ندوة (الغرب بعيون عربية) أقول تنتهي وفي اعتقادي أنها تبدأ، فقد أردنا أن نرمي حجراً في بحيرة راكدة، على أمل أن تكون الأوراق الملقاة قد أثارت دوامات من الحوار الخلاق، والنقاش الجاد، والدرس الممتع.

         وإذا كانت ملاحظة الدكتور محيي الدين اللاذقاني التي أبداها بشأن خلو الندوة من الطرف الآخر؛ وهو الطرف الغربي، وأعتقد أن هذا يتطلب خطوة أخرى للأمام، وبالإضافة للبروفيسور شاجال القادم إلينا من موسكو، والدكتور باوم السفير الألماني لدى الكويت، كنا نود أن يكون معنا ضيوف كثر يشهدون نقاشنا لرؤيتنا العربية للغرب.

         لكن ذلك، كما تعلمون، يتطلب جهد عدة جهات عربية تنسق وتفتح حوارات متصلة وعلاقات مستمرة، تبدأ بين الأكاديميين والمفكرين، وتتواصل بين رجالات الإعلام والفن والأدب، حتى تتبناها المؤسسات البحثية والتنفيذية.

         إن ذلك يتطلب تشكيل مجموعات تعاون وصداقة وتنسيق وتبادل معلومات وأفكار بيننا وبين الغرب، الغرب الحضاري، والعلمي، وليس الغرب الجغرافي فقط.

الإخوة والأخوات الكرام...

         لقد لبى دعوتنا أكثر من 90 بالمائة ممن وجهنا إليهم دعوات للمشاركة، ولم تمنع الآخرين سوى دعوات وارتباطات عائلية مسبقة، بمناسبة العام الجديد، وهذه التلبية المحمودة، وإن دلت على شيء، فإنما تدل على أمرين، الأول أن دولة الكويت تكتسب ثقة مثقفينا العرب، بالمصداقية التي تحكم أنشطتها الثقافية، وهي فعاليات تأخذ من هموم العرب كأمة، ومن تحديات المستقبل أرضية انطلاق وبحث.

         أما الأمر الثاني، فهو كون (العربي) بما تنجزه ضمن سياق المشروع الثقافي العربي تحظى بثقة هذا القطاع الفكري والثقافي القائد في العالم العربي. وإذ أشكر لكم أيها السادة والسيدات حضوركم وتلبية دعوة ( العربي )، فإنني أتوجه بالشكر لسموّ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء، الذي رعى ودعم هذه الندوة، بالشكل الذي هيأ لنا على إنجاز ما تحقق، وهو توجه ثقافي حميد تبنّته دولة الكويت، ويأتي ضمن توجيهات صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد حفظهما الله.

         كما أشكر معالي وزير الإعلام الأستاذ محمد عبدالله أبو الحسن لمساندته وتشجيعه لنا على مواصلة الجهود في مجالات الفكر والثقافة كافة.

         إن الندوة (الغرب بعيون عربية) التي اختتمت فعالياتها اليوم، تجعلنا نطمح في أن تكون فاتحة لندوات ولقاءات تصب في هذه القناة، قناة البحث عن أفضل سبل التفاهم مع غيرنا من شعوب وثقافات العالم وخاصة الغرب الأمريكي والأوربي.

         ويهمنا أن نجد لدينا اليوم - وبعد عودتكم - هذا التواصل الذي يطوّر من موضوع الندوة، حتى لا نتوقف عند حد النقاش، وإنما لنتخطى الحاجز نحو الفعل.

         والشكر موصول للمشاركين من باحثين ومبدعين، الذين بذلوا الجهد في إعداد أوراق الندوة، وهي التي ستوثّق في كتاب قريبا، لتصل إلى قطاع أعرض من التلقي في كل مكان.

         كما أشكر كل أصحاب المداخلات الذين أثروا الندوة، ووسّعوا من آفاقها، وانطلقوا بإطارها نحو ما سيساهم في إعداد توصيات كفيلة بتحريك الراكد من درسنا العربي.

         وأشكر أيضا فرق الإعداد والتنظيم والرعاية، العاملين في مجلة (العربي) والمتعاونين من (وزارة الإعلام)،وقيادة وزارة المالية والمسئولين بها عن ضيوف الكويت ممثلا بإدارة الضيافة والمؤتمرات والمتابعين من وسائل الإعلام المحلية والعربية الذين قاموا بتغطية فعاليات هذه الندوة بصورة متكاملة.

         ولا أنسى أن أوجّه شكري أيضا إلى أصحاب الدار التي استضافت ضيوف الندوة وجلساتها، وسهروا عاملين على راحتنا في هذا المكان - فندق شيراتون الكويت-

وفّقكم الله، ورعاكم، وسدّد خطانا معكم لخدمة الثقافة العربية.