العدد (680) - اصدار (7-2015)

كُتُب التّراجِم في التّراث العربي كتاب الشِّعر والشُّعراء لابن قُتيبَة أنموذجاً أحمد رجب غانم

عندما نتحدّث عن فنِّ التّراجِم، فإن أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا: ما معنى أنا أُتَرجِمُ لفُلان؟ هذا يعني أنّني أقدِّم تعريفاً مُرتَبطاً بشاعِرٍ أو أديب أو لغويّ أو أيِّ عَلَمٍ من الأعلام من جميع زوايا حياته العلميّة والثقافيّة والسّياسية، وهو في الأصل ينطلقُ من تحديد العصر ونوعيّة الاهتمام بالعَالِم، وربَّما تذكر بعض المراجع أو المصادر التي كتبها، ويمكن وضع بعض المعلومات عن المصادر التي تحدّّث عنها، لكنَّ عملية الترجمة توسّعت وابتعدَت عن ذلك الهدف مع عصر الازدهار العبّاسي لتُصبح فنَّاً قائماً بذاته في تراثنا العربي، حيث تعدَّدت طُرق الكتابة بها وتنوّعَت مناهجها وفروعها.

وثائق العصر العباسي الذهبي كتاب طاهر بن الحسين إلى ابنه عبدالله إبراهيم بيضون

السلطة معضلة الإسلام السياسي، ولم ينج الإسلام الديني من تشوّهات، إلى انحرافات عن خطّه الجذري القيمي... والقائل - الفقيه حينئذ مصدر التشريع، والمشاهد كلها مفرطة الإثارة، أين منها مسارح الدم في العصور السحيقة مما قبل الإسلام بمئات السنين؟ حدث ذلك، والقاتلون «الخلفاء» والأمراء في الإسلام الجديد، يدركون تماماً فداحة الانحراف عن خط الإسلام الحنيف، فهم فقهاء السياسة والمال، وقد نصبوا أنفسهم مرجعياته، وعنهم تصدر الفتاوى والقرارات الملزمة، وحدود الحلال والحرام، بينما الإسلام - العقيدة في نأي عن كل ذلك، وهو المستهدف في النهاية لإفراغه من قيمه السامية، وتعاليمه السمحة، وتراثه الفكري المجيد، إنها تراكمات الأزمنة والسلطة على مداها لا تنفك محور الصراع، حيث التبس النصر مع الهزيمة، وتهاوت مبكراً الخلافة، و«الفتنة»، المصطلح المعبّر عن التصدّع، لما تزل مشبوبة، فإن خفتت نارها فلا تلبث أن تشتعل من جديد.

التقاليد الشعرية في القصيدة العربية الجاهلية ريتا عوض

مع حلول القرن السادس الميلادي كانت قد تبلورت في شبه الجزيرة العربية لغة شعرية عربية، وتقاليد شعرية متميّزة ذات شخصية غنيّة موحّدة تمثّلت في ما وصل إلينا من تراث شعري اصْطُلح على تسميته بالشعر الجاهلي. وتثبت تلك التقاليد الشعرية مرور الفن الشعري العربي بمراحل طويلة من التطوّر قبل استقراره على الحال التي نعرف، وتحوّله إلى تراث شعري عريق. ويرى المستشرق الإنجليزي هاملتون جيب (H.A.R. Gibb) أن القصيدة العربية الجاهلية كما وصلت إلينا تمثّل خاتمة مرحلة من التجارب الشعرية اكتُشفت فيها الأوزان الجديدة ونُمّطت بعد أن تطوّرت عن الرجز الذي نشأ بدوره عن السجع. ويقول إن استبعاد الرجز من الأوزان المصطلح على استخدامها في القصيدة الجاهلية دليل على الفصل الواعي بينه وبين الأوزان المُستحدثة.

صحائف مَطْوِيَّة من «مَقَامات السيوطي» ربيع ردمان

من يراجع حركة المشهد الثقافي العربي في العقدين الأخيرين، يجد أنه لم يكد يخلو عامٌ في عموم الوطن العربي من حالات الحذف والإقصاء والمصادرة لما ينشر من الأعمال الإبداعية والدراسات العلمية وحتى كتب التراث. والحال أن بعض الكتب يتم تشويهها بعد أن تخرج إلى الناس، إما بحذف عبارات أو قسم منها، وإما بمصادرة المطبوع وسحبه من السوق، في حين أن الجزء الأكبر منها يخرج مصحوباً بعاهة الحذف التي تتم بفعل الرقيب الداخلي للمؤلف، أو الخارجي، بدءاً من مؤسسة النشر ومروراً بأجهزة الدولة وانتهاء بالمجتمع.

أكثرُ مِن نَهر - مختارات من شعر باراجواي المعاصر د. محمد محمود مصطفى

وحدها‭ ‬السنوات تسمح‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نطَّلع‭ ‬على‭ ‬الأسرار، السنوات‭ ‬تجتاحنا‭ ‬وتنبئنا‭ ‬بالأطلال، بالخواء‭ ‬بعد‭ ‬تهاوي‭ ‬الأسوار‭. ‬ البقايا‭ ‬ما‭ ‬أوسعها‭:‬