العدد (667) - اصدار (6-2014)

الترجمة بين جمال الأسلوب ورشاقة الألفاظ محمد أنيس مورو

الترجمة مجال يعسر على الكثيرين اقتحامه، ذلك أن نقل نص من لغة إلى أخرى تلزمه معارف ومهارات ليست متاحة إلا لقلة قليلة. والترجمة كذلك ممارسة تضع موضع التطبيق عصارة سنوات من المجاهدة والمثابرة في الاطلاع على أمهات الكتب من أجل تكوين رصيد لغوي ومعرفي متميز يسمح باستحضار المكافئات اللغوية والأسلوبية عند الترجمة. إن بعض أصناف النصوص لا يُكتفى في ترجمتها بنقل المضمون الدلالي من لغة إلى أخرى، بل يُستحسن أيضا إخراج الترجمة في حلة تطرب لها الأذن، فتخرج من حيز الوفاء الرتيب للنص الأصلي إلى حيز الإبداع. فما الوسائل المعجمية والأسلوبية الكفيلة بإنجاز ترجمات موسومة بالإبداع؟

زيادة الألف والواو في النسبة د. مصطفى علي الجوزو

زاد بعضهم، في العصر العباسيّ، ألِفًا وواوًا قبل الياء، في النسبة إلى عَكّة، فقالوا: عَكّاويّ؛ وممّن كانت هذه نسبته محمّد بن الوليد البزّاز، المحدّث المعاصر للعالِم المشهور سُليمان بن أحمد الطبَرانيّ (260- 360 هـ)؛ ومنهم الحافظ أبوالقاسم العَكاويّ الذي ذكره «معجم البلدان» (مدينة مصر)، ولا نعرف عنه شيئًا؛ وذلك أنّ الناس تقف بالهاء على عكّة وأمثالها ممّا خُتم بالتاء المربوطة، كما تقتضي اللغة، ثمّ تلفظ الهاء ألِفًا لكثرة الاستعمال، ولكون الوقف على الألِف أخفّ منه على الهاء، حتى صار الناس اليوم يقولون عَكّا لا عَكّة؛ علمًا أنّ «معجم البلدان» نفسه يذكر موضعًا اسمه عكّا «غير عكّة التي على ساحل بحر الشام» يعني في فلسطين. وتحويل التاء ألِفًا على هذه الصورة جعل زيادة الواو والياء تكثر في العاميّة الحديثة، فيقال مكّاويّ، مثلًا، وإن قيل مَكّيّ أيضًا؛ ويُستعمل هذا في غير المختوم بالتاء كذلك فيقال ربْداويّ (نسبة إلى أَرْبَد في الأردن) وبشرّاويّ (نسبة إلى بشرّي في شمال لبنان) وأهلاويّ وزَمَلْكاويّ (نسبة إلى ناديي الأهليّ والزمالك في مصر)، وما أشبه ذلك؛ وتستعمل هذه الطريقة حتى في الصفات العامّة فيقال في بعض البلاد العربيّة: غَلَباوي، في النسبة إلى الغَلَبة. فهل لهذه النسبة من أصل في العربيّة الفصيحة؟

الكنز المنسي في التعريب العلمي د. خالد مصطفى

يتذمر كثير من الدارسين والباحثين العرب مما يسمونه زورًا وبهتانًا «ضعف» اللغة العربية، ويتهمونها بالعجز والقصور، خاصة في مواكبة العلم الحديث والتطور السريع وصعوبة التعبير وقلة ملاءمتها للاختصار والاشتقاق العلمي، مقارنة مع اللغات اللاتينية. ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، مطالبًا باستبدالها بلغة أجنبية وجعل تلك اللغة لغة التدريس في الجامعات والمدارس العربية، ضاربين عرض الحائط بتاريخ اللغة العربية الناصع وقوتها ومرونتها، حالهم في ذلك كحال من يدعو إلى استعارة لباس جاره أو أدوات طبخه لبُرهةٍ من الزمن، ثم البحث عن مصدر آخر، أو كمن يُطعم الجائع مرة دون أن يُعلمه الصيد ليشبعه مرارًا.

أغاريد لا تهجرها الأرصفة عبدالكريم رجب الياسري

(1) هَمْسُ النَّدَى الشَّادي بِأَسْمَاءِ الْعَذَارَى كَان رَقْرَاقاً، وَمَيْسوراً، يُدَنْدِنُهُ هُدَى ضَوْءِ الْفَوَانيسِ الَّتي انْسَكَبَتْ بِبَسْمَتِهَا السُّطورُ عَلَى النُّحورِ، وَكَانَ صَفْوُ سُلَافَةِ الْكَلِمَاتِ يَشْرَبُ مِنْ شِفَاهِ اللَّيْلِ وَشْوَشَةَ الشُّروقِ، وَكَانَ آدَمُ يَلْتَقي حَوَّاءَ، وَالْحَوَّاءُ كَانَتْ تَلْتَقي جِسْرَ الْبَرَاءَةِ في جَدْاوِلِ آدَمِ الْمَحْمودِ، وَالْمَعْمودِ، وَالْمَنْشودِ والـْ، لَمْ يَأْكُلِ النِّصْفَانِ مِنْ شَجَرٍ جَحودٍ، في جِنَانِ الرِّيفِ يُثْمِرُ سَوْأَةً، لَمْ يَخْصِفَا وَرَقاً، فَمَسَّ مَرَامَ بَابِ السَّتْرِ بَعْضٌ مِنْ رَذَاذِ الْحُلْمِ وَابْتَكَرَ الْمُخَضَّبُ بِالرِّسَالَةِ رِحْلَةَ الْأَشْيَاءِ لِلْأَشْيَاِء مِنْ حَرْفٍ جَديدْ

الدعوة إلى سلامة اللغة العربية وتجارب الشعوب الأخرى د. ابتسام مرهون الصفار

الدعوة إلى الاهتمام باللغة العربية دعوة مستمرة، تعقد لها المؤتمرات، وتقام لها الندوات والحلقات الدراسية في المجامع العلمية والجامعات ووزارات الثقافة والإعلام. فما الضرورة المستمرة الداعية إليها؟ وهل هي دعوات مُبالغ فيها؟ أم أنها دعوات مخلصة تضيع في مهب صيحات غير مبالية باللغة العربية، وما علاقة الدعوة إلى سلامة اللغة العربية بالأوضاع المتردية التي نشهدها في بلادنا العربية؟

فراشة الوقت علي جمعة الكعود

تنهّــــــــــــــــــــــــدَ الوقــــــــتُ واصْفـرّتْ ثوانيْــــهِ ونادبُ العمْــــر لـــــمْ ينـْـهِ مراثيـْــــــهِ لا وقتَ للوقت أمســى ظلُّـهُ أثـــــــــــــــرًا وللســــرابِ احْتــــمالٌ في فيافيـْــــهِ يمرُّ كاللـــصِّ منسلًا إلى جهـــــةٍ مجهولة الوجْـهِ ضاقتْ من تخفّيْهِ

سبع قصص قصيرة بلا عنوان أمين الباشا

أسمعهم يقولون ما يقولون. أسمعهم الآن. سمعتهم البارحة. ما يقولونه اليوم هو نفس ما قالوه البارحة. لكن اليوم، يختلف اختلافًا كليًا عن البارحة. اليوم السماء تمطر. البارحة كانت الشمس تلوّن السماء بالأزرق والنور مشع. ما سمعته اليوم هو محاط بالغيوم السوداء. البارحة، ما قالوه كان ملوّنًا بألوان الشمس.