العدد (700) - اصدار (3-2017)

التضمين والإشارة جابر عصفور

التضمين في معناه البلاغي القديم هو استعارة كلام قديم وإدماجه في كلام جديد. وهو ما صاغه ابن رشيق - في كتابه «العمدة» - بقوله: «هو قصدك إلى البيت من الشعر أو القسيم فتأتي به في آخر شعرك أو وسطه كالمتمثل». وهو تعريف له ما يشبهه في كتب البلاغة القديمة.

تواشيح المنديل الأبيض أحمد محمد المعتوق

لمَلمَ‭ ‬التاريخُ‭ ‬ما‭ ‬أبقاهُ‭ ‬ صار‭ ‬العمرُ‭ ‬كالذكرى‭ ‬المملةْ لم‭ ‬يجدْ‭ ‬بَعدَ‭ ‬انتهاء‭ ‬الحفلِ‭ ‬شيـئـاً كل‭ ‬شيء‭ ‬صار‭ ‬صفراً

انطلاق جائزة الملتقى للقصة القصيرة... مازن معروف يفوز في دورتها الأولى لافي الشمري

حددت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية 31 مارس الجاري آخر يوم لاستقبال المجموعات القصصية المتقدمة للدورة الثانية من عمر الجائزة التي انطلقت في عام 2016.

القاتل والمقتول... في «مقصدي البوح لا الشكوى» لمحمد جبريل فاطمة يوسف العلي

كنت أتوقع أني سأكون أمام رواية بدرجة عالية من الإنسانية والجاذبية، كما عودنا الروائي الكبير محمد جبريل، وهذه الرواية تنسج وجعاً إنسانياً شفيفاً متقن الصنع، يختزن داخله فلسفة الحياة والموت، وما بينهما من تساؤلات وتفاصيل، وما أعمق أن تأتي تلك الفلسفة على لسان روائي تجاوز الخامسة والسبعين من عمره المديد، وله من خبرة الحياة ما له.

أحمد الجرطي نموذجاً أسئلة نشأة السردية العربية الحديثة د. عادل القريب

لا شك في أن البحث في نشأة السردية العربية لا يخلو من صعوبات، لاسيما عندما تتصل الدراسة بحقل نقد النقد، الذي يتطلب إلماما أكبر بقضايا الموضوع، بل والخوض في مقابل ذلك في واقع النقد العربي لاستغوار طرائق خوضه في هذه الإشكاليات والقضايا، لكن الناقد المغربي أحمد الجرطي في كتابه «أسئلة نشأة الرواية العربية الحديثة بين سوسيولوجيا الأدب وخطاب ما بعد الكولونيالية» آثر أن يخوض هذا الدرب الصعب الذي يزيد من صعوبته أن النظريات والمناهج النقدية التي سعى بها النقاد العرب إلى مقاربة كيفية تخلّق السردية العربية، تجد صداها في الغرب، ليطفو السؤال حول طبيعة هذا المتح، الذي ارتضاه هؤلاء النقاد في سياق مغاير تمام المغايرة للمحضن الذي تولدت فيه هذه النظريات، هل هو تفاعل مطبوع بالامتثال التام لشروط التنظير الغربي «مكرسين أزمة التبعية والتغريب»؟ أم هو تفاعل بناء حريص على استحضار سياقات الثقافة العربية، ومن ثم تخصيبها وفق الشروط الجديدة؟

انطباعات أديب عن المشهد الأدبي العربي المراوحة بين اللاجدوى واللامعنى د. أحمد إبراهيم الفقيه

تواجهني عند وجودي في منتديات أدبية عربية وأجنبية، عندما يطلب مني إعطاء فكرة عن المشهد الثقافي الليبي، مشكلة الخوف من التكرار أولاً والخوف من العجز عن استيعاب تعقيدات المشهد الثقافي أدباً وفناً وفكراً، ثانياً، خاصة عندما كانت البلاد تعيش في ظل حكم عسكري، يضع كثيراً من الحواجز والحدود والسدود على حرية الكلمة وحرية التعبير وحرية الإبداع.

«شعراء» أمين الباشا

أخذت‭ ‬كتاباً‭ ‬لأقرأه‭. ‬طبعاً،‭ ‬الكتاب‭ ‬ليُقرأ‭. ‬وإلاّ‭ ‬لماذا؟‭ ‬كتاب‭ ‬للقراءة‭ ‬وكتاب‭ ‬لأن‭ ‬يُهمل‭ ‬أو‭ ‬يرمى‭. ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬أخذت‭ ‬هو‭ ‬ديوان،‭ ‬ليته‭ ‬كان‭ ‬ديواناً‭ ‬للجلوس‭ ‬أو‭ ‬للتمدد‭ ‬لراحة‭ ‬الرجلين،‭ ‬كان‭ ‬ديوان‭ ‬شعر،‭ ‬أي‭ ‬شعر؟‭ ‬شعر‭ ‬نثر‭... ‬شعر‭ ‬منثور‭... ‬تردّدت‭ ‬في‭ ‬فتحه،‭ ‬قرأته،‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬الشعر‭ ‬فلم‭ ‬أجده،‭ ‬وبحثت‭ ‬عن‭ ‬النثر‭ ‬فلقيته‭ ‬ضائعاً،‭ ‬قلت‭ ‬لأكمل‭ ‬ولا‭ ‬عمل‭ ‬لي،‭ ‬لعلّني‭ ‬أغفو،‭ ‬أنام،‭ ‬أحلم،‭ ‬ويقع‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬ويستريح‭ ‬منّي‭ ‬وأستريح‭ ‬منه،‭ ‬نمتُ‭ ‬واستيقظت‭ ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬أخذته‭ ‬ورحت‭ ‬أقلّب‭ ‬صفحاته،‭ ‬مؤلفه‭ ‬‮«‬شاعـر‮»‬‭ ‬مشهور،‭ ‬يُذكر‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬الصفحات‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬البيروتية‭ ‬يومياً،‭ ‬صفحات‭ ‬يديــرها‭ ‬شبـــاب‭ ‬وشابات‭ ‬هم‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬شعراء‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬يصير‭ ‬‮«‬شاعراً‮»‬،‭ ‬عفواً،‭ ‬لا‭ ‬أقصــــد‭ ‬بكـلامي‭ ‬ما‭ ‬يسيء‭ ‬لهؤلاء‭ ‬‮«‬الشعراء‮»‬،‭ ‬منهم‭ ‬أصــــدقاء،‭ ‬أصدقاء‭ ‬لي،‭ ‬ليس‭ ‬بمعنى‭ ‬الصداقة‭ ‬الصادقة،‭ ‬ولكن‭...‬

المقاربات الطائفية في الرواية العربية المعاصرة... حظوة عند أهل «البوكر» د. سليمة لوكام

ناوشت الرواية العربية قلاع عديد من المحرّمات، فضلاً عن الثالوث المعروف ( الدين والجنس والسياسة)، ووضعت قدمها على امتداد زمن تطوّرها في مواطئ كانت محفوفة بأسيجة التهيّب. وهي تواصل اليوم تقحّم المسارب التي صارت مداخل واسعة بفعل ما استجدّ في العالم العربي من أحداث سياسية واجتماعية، وما طرأ عليه من تحوّلات وسمت الثقافة والفكر والإبداع بميسمها الخاص، فتجلّى ما كان متوارياً، وطفا على السطح ما كان مقبوراً في مغاور الخوف أو التواطؤ، ودُقّق فيما كان ملتبساً، وفُكّر فيما كان مهمّشاً، وفُجّر ما كان مكبوتاً خاصّة فيما عرف بالثورات العربية الجديدة، أو بالربيع العربيّ، الذي نقف فيه عند التسمية، أو المصطلح، مكتفين بالإشارة إليه بوصفه إيذاناً بولوج الإنسان العربي مرحلة جديدة في التعبير عن الفكرة أو الرؤية من جهة، والتفكير في طرائق العمل من جهة أخرى.

مجلّة العربيّ الصغير وثقافة الأطفال تجربة جديرة بوسام العرفان د.سعيد بهون علي

ليس بخافٍ على أحد أنّ المجلاّت الموجّهة للأطفال تعدّ وسيطاً مهمّاً من وسائط ثقافة الأطفال وأدبهم، إذ من خلالها يبدأ الطفل تفاعله الأوّلي مع محيطه، وفيها يستدعي حواسّه جميعاً للتواصل مع الرسالة الموجودة في ثناياها... تسجّل كلّ إبداع وابتكار، وهي وسيلة جادّة للثقافة ونشر الوعي والمعرفة، تتميّز بكونها مطبوعة وفق أساليب حديثة، تتعدّد صفحاتها، وتتنوّع مادّتها، ويحتويها غلاف جميل، وفيها مجال للألوان والخطوط والترقيم والفهرس، ويبذل في إخراجها جهد مناسب، وتراجع جميع موادها من قبل مشرفين متخصّصين، وتراقب لغويّاً وعلميّاً، وقد تكون شهريّة أو فصليّة أو موسميّة، أو قد تصدر في مناسبات معيّنة.

البطاطس قصة ثمرة صارت سيدة الموائد قاسم عبده قاسم

البطاطس، طعام شائع لكل الأعمار، وكل الطبقات، وتقدم في أشكال متنوعة، منها الرقائق التي يحبها الأطفال علي شكل «شيبسي» (مقرمشة) والأطباق المطبوخة التي يتفنن الطباخون في تقديمها ما بين المسلوق، والمقلي، والمشوي، وصينيات الفرن... باللحم أو الدجاج. المهم أن البطاطس صارت الآن من الأطباق الرئيسة على كل الموائد، وفي جميع أنحاء العالم. بيد أن البطاطس لها قصة طويلة مثيرة. فلم تكن هذه الثمرة معروفة قبل منتصف القرن السادس عشر. وصحبت بداياتها قصص كثيرة تحمل طابع الخرافة، والخوف منها، والجهل بحقيقتها، ولكنها فرضت نفسها على كل الموائد وكل الأذواق على النحو الذي نعرفه اليوم، وهي قصة تستحق أن تروى.

وثيقة «هبة قسطنطين» المزيفة وأثرها في التاريخ الأوربي د. عادل زيتون

تُعَدُّ قضية «الوثائق المزيفة» من أهم القضايا التي تواجه الباحثين في التاريخ، فكثير من هذه الوثائق كان حجة لقيام دول لا أساس تاريخياً أو قانونياً لقيامها، كما أن البعض منها كان حجة لتدمير دول وخراب بلدان. ومما زاد هذه الإشكالية تعقيداً هو أن اكتشاف زيف هذه الوثيقة أو تلك لا يتم غالباً في الوقت المناسب، وإنما بعد سنوات أو عشرات من السنين من «تلفيقها» واستخدامها، أي بعد أن تكون هذه الوثيقة قد حققت أهدافها وغدت نتائجها جزءاً من الواقع الذي اعتاد الناس عليه، وبالتالي تنحصر قيمة اكتشاف زيفها، في معظم الأحيان، في الجانبين العلمي والأخلاقي وليس في الجانب العملي. وموضوعنا هذا يلقي الضوء على واحدة من أشهر «الوثائق المزيفة» التي عرفتها العصور الوسطى، وهي وثيقة «هبة قسطنطين» التي لم تقتصر نتائجها على قيام الدولة البابوية في قلب إيطاليا فحسب، وإنما أسهمت في تشكيل العلاقات بين القوى الأوربية في تلك العصور.

لوكليزيو ثائر ومجدد يبحث في التيه عن جوهر الإنسان رلى راشد

مدينة نيس الفرنسية الساحليّة والمفجوعة هي عينها مسقط جان ماري غوستاف لوكليزيو Le Clézio. في هذا المكان الجغرافي الذي تلفحه ملوحة البحر الأبيض المتوسط كالرذاذ المنعش، ولد الصوت الروائي المسموع الذي ركن إليه تاج الجوائز الأدبية، أي «نوبل» في الآداب في عام 2008، وفي شأن هذا المطرح العزيز استلّ قلمه ليكتب من عمق المأساة، في مجلة «لو بوان» الفرنسيّة.