العدد (677) - اصدار (4-2015)

وللفقهاء نصيبٌ من الغزل ناجي العتريس

لم يترفع الفقهاء والعلماء عن الشعر بجميع أغراضه، وكان للغزل نصيب من أشعارهم، ويمتلئ أدبنا العربي بالجيد من أشعارهم في الحب والغزل ووصف النساء، وهذا لا ينفي عنهم سمت الوقار.

الشُّعراء الفُرسان وشعراءُ الحَربِ أحمد محمد رجب غانم

أُسِّسَت الصِّلات القبليَّة بين العَرَبِ على العداءِ والحروب المُتوالية أو على المُحالفةِ والنصرة، وقد اعتادَ المؤرِّخون أن يُسمّوا الحروب التي وقَعَت بين العرب «الأيام»، وقد ساعدت البيئة الاجتماعية على هذه الحروب، فهم يتنازعون على ما يُسيمونَ فيه أنعامهم وعلى النهل يروون به ظمأهم في بلادٍ شحيحةِ الكلأ ضنينةٍ بالماء لا ملكيَّة فيها لأحد.

الفضاءان الواقعي والرمزي في القصة القصيرة «القاصّ جليل القيسي نموذجاً» د. قيس كاظم الجنابي

وُلد جليل القيسي في كركوك سنة 1935م, وقيل سنة 1937م, وهو من «جماعة كركوك» الأدبية الذين أصبح لهم شأن كبير في الحركة الأدبية في العراق, التي ارتبطت بجيل الستينيات، ومات بها أيضاً سنة 2006م. كتب القصة القصيرة والمسرحية النثرية, وكان متميزاً في كتابتهما؛ فأصدر مجموعات قصصية 7عدة أبرزها: «صهيل المارة حول العالم» - 1968م, «زليخا البعد يقترب - 1974م», «في زورق واحد - 1985م», و«مملكة الانعكاسات الضوئية» - 1990م. وفي ميدان المسرحية النثرية أصدر عدة أعمالاً عدة أبرزها: «جيفارا عاد افتحوا الأبواب - 1971م», «فراشات ملونة - 1979م», «غداً يجب أن أرحل - 1979م», «وداعاً أيها الشعراء - 1988م», و«ومضات من خلال موشور الذاكرة – 1999م». لم ينل جليل القيسي ما يستحقه من اهتمام وبحث، فقد عاش منزوياً في كركوك بعيداً عن الأضواء, قانعاً من الغنيمة بالإياب.

الشاعر السوداني محمد عبدالحي استدعاء الأسطورة فضيلي جماع

يذهب كثير من الباحثين وجادة القراء في السودان إلى أن الشاعر الدكتور محمد عبدالحي (1944- 1989م)، يعتبر نسيجاً وحده من حيث الخطاب الشعري. ولعلّ صوره الشعرية ظلت فريدة لما حفل به شعره من رموز تستوحي ظلالها من طقس الأسطورة. والباحث في الإرث الإبداعي للشاعر محمد عبدالحي لا يداخله الشك أنّ الموهبة الشعرية عنده نهلت من الحصيلة الثقافية الواسعة، فالأكاديمي الشاب الذي حصل على إجازة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد الشهيرة ببريطانيا، ثم عمل محاضراً في الأدب الإنجليزي بجامعة الخرطوم حتى صار رئيساً للقسم بكلية الآداب فيها، لم يكتفِ بالتدريس والبحث الأكاديمي، بل ظل يرفد الصحف المحلية والعربية بترجمات في الأدب المقارن، مثل الدراسة التي نشرها بمجلة الدوحة عام 1979م حول سمات التشابه بين الأديب والشاعر الإنجليزي الشهير وليام بليك والأديب السوداني معاوية محمد نور، إضافة إلى قراءته للأدب الإفريقي من خلال برنامج إذاعي شهير عنوانه «أقنعة القبيلة»! كما أنه حقق الأعمال النثرية للشاعر السوداني الذائع الصيت التجاني يوسف بشير (1912-1937م)، كل هذا الحراك الثقافي والأكاديمي المميز جاء في حياة لم تتخطّ الخامسة والأربعين.

حفريات روائية في التاريخ والتراث السردي نبيل سليمان

في بدايات الرواية العربية في القرن التاسع عشر، كما في زمن ازدهارها ونضجها – بالأحرى: عرسها – منذ أخذ القرن العشرون يغرب، كان التاريخ واحداً من ينابيعها الكبرى، مثلما كان التراث السردي في اللغة أو الشهرزادية، مثلاً. وقد جعل ذلك كثيرين يقولون بالرواية التاريخية، لكني أوثر على ذلك أن يكون القول بالحفر الروائي في التاريخ أو في التراث السردي وغير السردي. وفي هذا المقام سوف أحاول أن أتبين هذا الحفر في عدد من الروايات التي صدرت على الإيقاع السوري المتفجر منذ 15/3/2011.

مسرحية «العاصفة» والنقد ما بعد الكولونيالي «رضوى عاشور» نموذجاً د. عادل القريب

تعد الناقدة المصرية د. رضوى عاشور من النقاد العرب الذين حاولوا الاستفادة من منجزات النقد الثقافي، وحللوا على ضوئه مجموعة من الأعمال الأدبية، ولاسيما ما اتصل منها بالمسرح. وما قدمته الناقدة في كتابها «صيادو الذاكرة»، يؤكد بشكل كبير طبيعة النزوع الذي بدأ يطغى على عديد من النقاد العرب في مساءلتهم لأرشيف الثقافة الغربية، وخاصة ما ارتبط بالجانب الأدبي، ولعل تلقي الناقدة لمسرحية «العاصفة» لشكسبير، يمثل نموذجاً لطبيعة ذلك التمثُّل، فالناقدة تؤكد منذ البداية أن عاصفة شكسبير من المسرحيات التي حاولت الحط من قيمة الإنسان الشرقي. ولعل النعوت التي وصف بها كاليبان، تبرز لنا التعالي الغربي في مقابل الانحطاط الشرقي، فكاليبان يوسم بأنه شخص لا يجدي نفعاً، إنه غير قابل للتعلُّم، كما أنه فوضوي، ومتمرِّد، ومتعصب، إن طاقاته الشهوانية والحيوانية تفوق بكثير، بل وتسيطر على طاقاته العقلية، وهو ما يضعه في مرتبة أدنى من الإنسان.

حساسية الروائـي وذائقة المتلقي حسين محيي الدين سباهي

الدخول إلى عالم الرواية انفتاح على عالم جديد، ولهذا فإن عالم الرواية يستقطب جمهوراً هائلاً من مختلف الشرائح، لأن هؤلاء بالفعل يرغبون في قراءة ذواتهم من خلال قراءة الرواية التي تتحول في بعض مراحلها كرواية التحليل النفسي على يد دستويفسكي وتولستوي وستيفان زفايج، ورواية تفاصيل واقعية الحياة الشخصية على يد بلزاك، مرآة ينظر فيها القارئ إلى ذاته بنقاء. نقرأ ذلك في كتاب جديد صادر عن وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية، ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية، للروائي السوري عبد الباقي يوسف، وعنوانه «حساسية الروائي وذائقة المتلقي».

5 قصص قصيرة جداً د. محمد محمود مصطفى

‭>‬‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُفسَّر كان‭ ‬لها‭ ‬طفلان‭ ‬توأمان‭. ‬كانت‭ ‬تُلبسهما‭ ‬الثياب‭ ‬نفسه،‭ ‬وتعد‭ ‬لهما‭ ‬طعام‭ ‬الإفطار‭ ‬نفسه‭ ‬كل‭ ‬صباح‭. ‬كانا‭ ‬يتصرفان‭ ‬بالطريقة‭ ‬ذاتها،‭ ‬وكان‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬لهما‭ ‬الشخصية‭ ‬نفسها‭. ‬حصل‭ ‬الاثنان‭ ‬على‭ ‬الدرجات‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأصيب‭ ‬الاثنان‭ ‬في‭ ‬الركبة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬ذاته،‭ ‬وفي‭ ‬الساعة‭ ‬ذاتها،‭ ‬وقعا‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الفتاة‭ ‬نفسها،‭ ‬وكانا‭ ‬يتحدثان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ليقولا‭ ‬الأشياء‭ ‬ذاتها،‭ ‬كانا‭ ‬ينامان‭ ‬في‭ ‬السرير‭ ‬ذاته،‭ ‬تحت‭ ‬غطائه‭ ‬الأزرق‭ ‬الرقيق‭. ‬وكانت‭ ‬تسترق‭ ‬الخطى‭ ‬إلى‭ ‬أحدهما‭ (‬دائماً‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭)‬،‭ ‬وتهمس‭ ‬في‭ ‬أذنه‭: ‬ ‮«‬أنت‭ ‬أعز‭ ‬أبنائي‮»‬‭.‬