ملتقيات العربي

ندوة المجلات الثقافية ودورها في الإصلاح الثقافي

استثمار المخترعات الوطنية

نحو حماية واستثمار المخترعات الوطنية
منهجاً للارتقاء بالمجتمع الكويتي
د. عمر عبدالخالق البناي

         في عصر تتسابق فيه الأمم وتتبارى في ميادين المعرفة واستثمار المعطيات العلمية والمعرفية في خدمة البشرية، وتطوير الحياة الإنسانية والارتقاء بها معرفة وفكراً وسلوكاً ورفاهية؛نقف نحن العرب عاجزين عن المشاركة في الإنجازات العلمية المعاصرة ناظرين إليها بانبهار واندهاش؛ مكتفين بالأخذ والتقليد والاتكاء على ما ينتجه غيرنا أو ما ينجزه العقل البشري، واستهلاك ما يقدمه لنا من منجزات علمية ومعرفية؛ بعد أن بقينا قروناً طويلة نقدم إنجازات وإضافات كبيرة للبشرية في مختلف ميادين العلوم والمعارف.

         هنا لا بد من التقصي عن أسباب هذا العجز وهذه المراوحة في المكان والرضا والاكتفاء بالأخذ والتلقي والاستهلاك بدلاً من الإنتاج والإبداع والإضافة والإسهام في هذا التسابق العلمي والمعرفي الذي تشارك فيه الشعوب والأمم من حولنا، كما لا بد من التساؤل والبحث عن العوامل والأسباب التي من شأنها أن تساعدنا في تجاوز هذا الواقع وتخطيه.

         إلا إن الانخراط في عملية التسابق العلمي والمعرفي للحاق بركب التقدم والتطور يتطلب جملة من الشروط والمقومات التي لا يمكن القيام بأي نهضة علمية بمعزل عن توفر شروطها ومقوماتها. ويأتي في مقدمة هذه الشروط والمقومات:

         رعاية الإبداع والمبدعين وتشجيع الاختراع والمخترعين وتوفير الفرص التي تعين هؤلاء المبدعين والمخترعين على تطوير تجاربهم وعرض إبداعاتهم واختراعاتهم على الجهات المختصة محلياً وعالمياً لتخضع لمعايير التقويم الدولية والعالمية.

         في سياق هذا التوجه الاستراتيجي لإنشاء القاعدة العلمية والمعرفية لقطاع مهم من قطاعات التعليم والتدريب في دولة الكويت فقد تم إنشاء المكتب الكويتي لرعاية المخترعين في عام 1999 م بإشراف مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي الكويتي برعاية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد تلبية لمتطلبات العصر واستجابة لحقوق الأجيال المبدعة وطموحاتهم..

         وإذا كان احتضان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي الكويتي لمكتب رعاية المخترعين الكويتيين قد وفر للمكتب الحصانة والدعم اللازمين لمتابعة كل ما يتعلق بالاختراع والمخترعين الكويتيين فإن هذا الاحتضان قد مكن مكتب المخترعين من أن ينهض بجملة من النشاطات وأن يحقق عدداً من المنجزات منها:

  1. استقبال ما يقارب من (300) مخترع كويتي وتوجيههم لتسجيل براءات اختراعاتهم في مكاتب اختراعات عالمية، وقد تمكن (20) عشرون مخترعاً كويتياً من الحصول على براءة الاختراع من جهات عالمية متعددة.

  2. إيفاد عدد من المخترعين الكويتيين للمشاركة في المعارض الدولية.

         وقد فاز في هذه المعارض عدد من المخترعين الكويتيين بالميداليات الذهبية والبرونزية والفضية.

         إننا وانطلاقا من إيمانناً بالعمل المنتج؛وتأكيداً على إرادة التطور والتقدم واللحاق بركب العالم المنتج المتطور؛ فإننا في المكتب الكويتي لرعاية المخترعين لن نألو جهداً في تذليل العقبات التي تعترض طريق أصحاب المواهب والإمكانات، والأخذ بيد المبدعين والمخترعين الكويتيين مباركين ومقدرين عطاءاتهم واختراعاتهم، آملين دائماً أن يحتل المبدعون مكانهم اللائق بيننا وبين الأمم؛وان تكون إبداعاتهم مصدراً لفخر واعتزاز وطنهم وأمتهم، ودليلاً على إسهامهم الخلاق في مسيرة العطاء والتقدم الإنساني.